قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها: إن الإمارات العربية المتحدة تلعب دوراً نشطاً بشكل متزايد بجانب السعودية في اليمن، وذلك في ضوء جهودهما لهزيمة المتمردين الحوثيين، وإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ونقلت "الصحيفة" عن "مقاتلين محليين ومسؤولين غربيين أن التقدم في عدن وحولها – الذي ساعد في قلب موازين الحرب ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح – خطط له ونُفذ بشكل كبير بواسطة الإمارات. وأكدوا أن وجود نحو 3 آلاف من القوات الإماراتية والسعودية على الأرض أدى إلى تغيير حاسم في الصراع الممتد منذ 5 أشهر. وأشار "جيمس سبينسر" المتخصص في الشأن اليمني إلى أن المملكة ودولة الإمارات لعبتا دوراً مهماً للغاية في منع تحالف "الحوثي- صالح" من السيطرة على عدن. وأضاف أنه من النادر بالنسبة للإمارات الدفع بقوات برية إلى مناطق الصراع، على الرغم من أن قواتها لبعت دوراً نشطاً في الحرب بأفغانستان. وذكرت "الصحيفة" أن المملكة قادت القصف الجوي ضد الحوثيين، وقادت كذلك جهود التحالف لمنع الأسلحة وغيرها من الشحنات من الوصول بحراً إلى الحوثيين. وتحدثت عن أن الإمارات نفذت عمليات إسقاط ذخيرة جواً، ودربت مقاتلين من المقاومة الشعبية، وأرسلت حاملات جنود مدرعة، ولواء مدرعاً لتأمين عدن. وأشارت إلى أن القوات الخاصة الإماراتية أصبحت جزءاً من المقاتلين الذين يقاتلون الحوثيين في اليمن منذ مايو الماضي على أقل تقدير. وأضافت أن القوات الإماراتية شاركت في تنسيق جهود إقامة مناطق آمنة في حي البريقة، ومنطقة أخرى بالقرب من مطار عدن، وذلك قبل شن الحملة لاستعادة عدن منتصف يونيو الماضي. ونقلت عن أحد مقاتلي المقاومة الجنوبية أن الإماراتيين يتولون المسؤولية، ويخططون للعمليات ويقودون كل القوات على الأرض. وذكرت "الصحيفة" أنه خلال الحملة قدم مقاتلون يمنيون مدربون في السعودية إلى عدن، ومعهم حاملات جنود مدرعة على متن سفن حربية إماراتية، واصطحبهم عدد من الضباط الإماراتيين الذين يساعدون في تنسيق العمليات على الأرض والقصف الجوي. وتوقعت "الصحيفة" إرسال مقاتلين تابعين للتجمع اليمني للإصلاح بعد تدريبهم على يد التحالف إلى محافظة مأرب لقتال الحوثيين وقوات صالح. ونقلت "الصحيفة" عن خبراء أن التحالف سيواجه صعوبات في المرتفعات الشمالية باليمن التي يتمتع فيها الحوثيون و"صالح" بدعم قوي. ونقلت عن "سبنسر" أن القوات المناهضة للحوثيين بإمكانها التقدم في الأراضي الجنوبية، لكن شمال اليمن عبارة عن مرتفعات جبلية، وأرضه ليست مناسبة جداً للدبابات، مما سيقلص بشكل كبير تقدم القوات.