اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها بتظاهر عشرات الآلاف من العراقيين الغاضبين، أمس الجمعة، في الشوارع للمطالبة بإحداث تغييرات لحكومتهم، في تحد محتمل لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قبل الشيعة الذي ينتمي إليهم، بما في ذلك الميليشيات الشيعية القوية بالعراق. وأشارت "الصحيفة" إلى حشود العراقيين أمس في ميدان التحرير، وسط بغداد والشوارع المحيطة به، وسط دعوات من البعض تطالب "العبادي" بإقالة الوزراء الفاسدين، بينما طالب آخرون بإحداث تغييرات أكبر على نظام الحكم والإدارة الذي شكل بعد الغزو الأمريكي في 2003م. وأضافت أن مظاهرات الجمعة كانت الأكبر في سلسلة من الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء البلاد خلال الأيام الماضية في ظل فشل الحكومة في حل أزمة انقطاع الكهرباء منذ 12 عاماً، بعدما ترك الاحتلال البنية التحتية العراقية مدمرة. وذكرت "الصحيفة" أن مظاهرات أخرى مشابهة لمظاهرة بغداد اندلعت في جنوبالعراق ذي الأغلبية الشيعية في مدن كالبصرة، والنجف، وكربلاء، والناصرية، كدليل على تصاعد التحدي ل"العبادي"، الذي طالبه بعض المتظاهرين بالتنحي. وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من أن كل المظاهرات، اشتكت من الفساد وشح الخدمات، لكنها كشفت عن اختلافات كذلك في المطالب؛ مما يعكس الانقسامات التي بدأت تظهر بين شيعة العراق. وأبرزت مشاركة أعداد ليست بالقليلة من المتظاهرين المؤيدين لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي قمع مظاهرات مشابهة ضد الفساد في حكومته قبل 4 سنوات عبر اعتقال وترهيب المنظمين.