بعد أيام من الثورة الشعبية في مصر شهد العديد من المدن العراقية مظاهرات طالبت بتحسين الخدمات والأوضاع الأمنية. يقود هذه المظاهرات شباب يطالبون بالقضاء على الفساد وإيجاد فرص عمل لأعداد كبيرة من العاطلين خاصة حملة الشهادات الجامعية، فيما رصد المراقبون غيابا تاما للأحزاب والكتل السياسية والرموز الدينية التي استحوذت على الشارع العراقي بعد الغزو الأميركي للبلد عام 2003. عمت هذه الاحتجاجات محافظات الناصرية والديوانية والكوت والبصرة والرمادي وكركوك، وامتدت لتشمل مناطق الحسينية والكريعات والشعب وحي الكوفة في العاصمة بغداد، ومن المتوقع أن تنطلق مظاهرات مشابهة في مناطق عراقية اخرى. وتقول نرمين المفتي –وهي ناشطة ومشاركة بتنظيم المظاهرات في كركوك- للجزيرة نت إن "المظاهرات شملت جميع محافظات العراق وليس كركوك وحدها وهذه الاحتجاجات هي أول الغيث، وستستمر وتزداد بمرور الأيام إلى أن تصل إلى الثورة التي ينشدها الشعب العراقي". وزادت أن "هذه المظاهرات فعلت فعلها وأجبرت البرلمان العراقي وللمرة الأولى على مناقشة مسألة نقص المواد في البطاقة التموينية وإعلان رئيس الوزراء نوري المالكي عن تنازله عن نصف راتبه وغيرها"، وأشارت إلى أن "الشعب العراقي لم يعد صامتاً، وأن الأغلبية الصامتة خرجت للتظاهر"، نافية أن "تكون وراء الاحتجاجات جهات سياسية أو حزبية بل انطلقت بعفوية ورموزها الأساسيون هم فئة الشباب". وأكدت أن مظاهرة كركوك طالبت بتوفير أبسط الخدمات من ماء وكهرباء وإيجاد فرص عمل للعاطلين، كما طالبت بتنحية القائم مقام "بسبب إهماله وتأخير إنجاز معاملات المواطنين لشهور عديدة"، مشيرة إلى أن المتظاهرين لم يمثلوا تيارا واحدا بل شارك فيها الجميع من عرب وتركمان وأكراد. من جهته أفاد الناشط في حقوق الإنسان سعود عزيز البغدادي بأن محافظة الناصرية جنوب بغداد شهدت أكثر من مظاهرة جرت إحداها في منطقة الشطرة فرقتها الشرطة، ما حدا بالمتظاهرين للالتحاق بمظاهرة أخرى خرجت في مركز المدينة أمام مقر المحافظة. وبحسب البغدادي فإن "جميع المتظاهرين من الشباب الذين يعانون من البطالة وعدم توفر فرص العمل، ولم تكن تقف وراءهم جهات حزبية أو سياسية من الكيانات التي جاءت بعد الاحتلال الأميركي عام 2003 ولم تقدم للعراق غير الفساد والويلات والثبور"، واتهم الناشط العراقي "شيوخ عشائر مرتبطين برئيس الحكومة نوري المالكي وبعض الأحزاب السياسية الحاكمة بمحاولة وأد هذه المظاهرات، إلا أنهم لم يفلحوا". وعن سير المظاهرة ومطالبها يقول بدات المظاهرة من شارع الحبوبي وانتهت أمام مقر محافظة ذي قار، وكان أول مطلب للمتظاهرين هو خروج الاحتلال الأميركي، واستقالة المالكي وتحسين المواد التموينية، وإيجاد فرص عمل للشباب ومحاسبة سراق المال العام من المسؤولين والوزراء الذين جددت لهم الولاية في الحكومة الجديدة. وعن الشعارات التي رفعها المتظاهرون قال (الشعب يريد تحرير العراق)، وشعار (المالكي شيل أيدك هذا الشعب ما يريدك)، وشعار (اليوم مظاهرة وغداً ثورة)، وشعارات أخرى تندد بالطائفية وتعزز من وحدة العراق. وكان عدد من المثقفين العراقيين قد نظموا مظاهرة واسعة في شارع المتنبي وسط بغداد يوم الجمعة الماضي وجهوا دعوات خلالها إلى العراقيين للخروج بمظاهرات واسعة في جميع أنحاء البلاد. 3