بسم الله الرحمن الرحيم أيها الحبيب: نحن في زمن وجد فيه كل عاقل ومجنون وعالم وجاهل مجاله ليعبر فيه عن خيره أو شره، واعلم أن للعالم علامات وكذا للعاقل والحريص، وأن للجاهل وكذا للمجنون والخبيث علامات، فمن علامات العالم أنه عالم حين تلقاه تطرح عليه سؤالك فيجيبك فوراً بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، ولايحتاج أن يقول دعني حتى أراجع مكتبتي، هذا علم كتاب الله حفظاً ودراية وعلم السُّنة حفظاً ودراية في صدره، وإذا سألته فأشكل عليه أمر قال لا أعلم فهذا هو العالم. ومن علاماته الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم ومع العلماء حتى حين يختلف معهم، ومن علاماته عدم حرصه على الظهور بل لا يريد الظهور لولا مسؤولية العلم الذي حمله ومن علاماته حرصه على السُّنة وقمعه للبدعة ولكل صور الضلال من علمانية وشهوانية وتغريب وقومية وقبلية ضالة وغيرها، أما الجاهل فهو الذي لا علم له بالكتاب والسُّنة ويُدخل أنفه في كل شيء ويُجِّهل العلماءَ ويسفههم وتراه في كل سوق يبيع ويشتري.. وغالباً سوقه سوق شهوات أو بدع، تراه جريئاً على الصحابة، حريصاً على الفُرقة، واقعاً في علماء السُّنة الأخيار الأثبات، ناصراً للعلمانيين ومخططاتهم وأهدافهم ومشروعاتهم كتغريب المرأة المسلمة، ناصراً للبدعة … إلخ. يا أيها المسلم، قال بعض السلف من العلماء الأثبات: إن هذا العلم دين فانظر ممن تأخذ منه دينَك. نعم العلم دين؛ لأنه مَن لا علم فلا دين له على الوجه الصحيح.. فمن لم يعلم حق الله وما افترضه من الطاعات كالصلاة والحج والصوم والزكاة والجهاد فكيف يعبدالله؟!.. ومن جهل ما نهى الله عنه من الربا والغش والزنا والشرك بكل أنواعه وأصنافه وعقوق الوالدين وشهادة الزور وغير ذلك.. فأنى له أن يعبد الله ويطيعه على الوجه الصحيح؟! فانظر يا رعاك الله هل فلان وفلان ممن يقوم "بالتحضير" والجمع من الكتب الضالة ثم يخرج على الناس بضلاله بعد أن يحفظ كما يحفظ "أي يذاكر درسه" أي تلميذ مُذكرة للاختبار ثم يبث سمومه فتستمع إليه وتتأثر به مخدوعاً بما حفظه، ولو أُخرج عمَّا حفظه قيد شعرة بان جهلُه وظهر فشلُه!.. فاختر مَن تأخذ عنه علمك.. خاصة إذا رأيت الجاهل الخبيث الذي صدّرته ولمعته وسائل إعلامية مشبوهة -من قنوات لا تُفرق بين حق وباطل وعالم وسفيه، المهم أن تملأ ساعات بثها وزيادة على ذلك تستضيف صاحبَ ضلال للترويج لسوقها وزيادة مشاهديها، ضاربة عرض الحائط بالحق والاستقامة. ويزداد يقينك بأن هذا داعية ضلال وفتنة خاصة إذا رأيته يكرر الهجوم على الصحابة أو بعضهم ويشكك في أحكام الإسلام الثابتة التي تلقتها الأُمَّة بالقبول بمئات الآلاف من علمائها عبر القرون، ثم يأتي هذا الخبيثُ الجاهلُ المشبوه -وقد يكونون عشرة أو مائة- ليشكك فيها.. فاحذر أن تكون ضحيةً للجاهلين الخبثاء، ولا تكن صيداً ثميناً لهم فيجرونك معهم إلى طريق الضلال والعياذ بالله، واعلم أخي المسلم أن الاستماع إليهم وتكرار ذلك يؤثر في القلب والفكر ويخلخل مع الوقت اليقين، تماماً كما يؤثِّر المريض ذو العدوى في السليم. ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. علي التمني