تعمل وزارة التعليم حالياً على تطوير مرحلة الطفولة المبكرة والرقي بمخرجاتها من خلال عدة مسارات استراتيجية كماً ونوعاً، من أهمها العمل على بناء معايير نمائية للتعلم المبكر، بالشراكة مع شركة تطوير للخدمات التعليمية، عن طريق بيت الخبرة العالمي "الجمعية الوطنية الأمريكية لتعليم الأطفال الصغار (NEAYC)، لتكون أول معايير نمائية للطفولة المبكرة تبنى بأيدٍ وطنية على المستوى الإقليمي والعربي. وتحقيقاً لذلك تم تشكيل فريق تربوي متخصص لمرحلة رياض الأطفال يمثل عدداً من مناطق المملكة، وعمل هذا الفريق بشكل وثيق مع الجمعية الوطنية، ومع خبراء محليين وعالميين لبناء معايير التعلم النمائية. وتسعى الوزارة من خلال هذه المعايير إلى مد جسر للتواصل بين التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وبين رياض الأطفال والتعليم في المدارس الابتدائية في المملكة, فالمعلومات المفصلة في هذه الوثيقة ستساعد مقدمي الخدمة لمرحلة الطفولة المبكرة والأسر كذلك على فهم المهارات، والمعرفة التي يجب أن يظهرها أطفالهم عند التحاقهم بالمرحلة الابتدائية. كذلك توفر لهم استراتيجيات لدعم أطفالهم في السنوات السابقة للمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المعايير توفر توجيهات لمعلمي المدارس الابتدائية، ومعلماتها، وإدارييها، وإدارياتها، بشأن التوقعات المناسبة لمعظم الأطفال الذين يدخلون السنة الأولى في المدرسة الابتدائية، وكذلك تحسين قدرات المعلمين على دعم الطلاب الجدد خلال هذه المرحلة الانتقالية. وأوضحت وكيل الوزارة للتعليم، الدكتورة هيا العواد، أن المعايير النمائية للتعلم المبكر في المملكة تتمثل بالدليل الوصفي لجملة من التوقعات لما يجب أن يعرفه الطفل، ولما هو قادر على القيام به، مؤكدة أن بناء هذه الوثيقة "المعايير النمائية" يهدف إلى تحقيق العديد من أهداف مجتمع التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة، ومن أهمها توجيه المربين, والآباء والأمهات, والمجتمع في فهمهم لتوقعات التطور المناسبة للأطفال الصغار، وتحسين جودة الرعاية والتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة في كافة أنحاء المملكة، وتزويد قيادات الروضات والمعلمات والآباء والأمهات بالتوجيهات بشأن النواتج والتوقعات للأطفال، بما يتناسب مع مراحل التطور المختلفة، إضافة إلى دعم المربين ومقدمي الرعاية في تصميم خبرات أكثر من حيث العمق والهدف وأن تكون متلائمة نمائياً مع تطور الأطفال الصغار، وإيجاد لغة مشتركة وإطار مبني على شواهد وأدلة للمربين ومقدمي الرعاية لتمكنهم من التواصل المشترك حول التعلم المبكر. كما تهدف المعايير النمائية إلى توافر مرجع يمكن استخدامه لبناء فهم أساسي حول التعلم في المراحل المبكرة ويؤمل في أنه من خلال إيجاد لغة وفهم مشترك، سيدعم الحوار والشراكة بين المعنيين في المجتمع التربوي في مرحلة الطفولة المبكرة.