الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله وآله وصحبه أجمعين.. وبعد فقد رأيت الألم والاستياء الشديدين في وجوه إخواني المسلمين وهم يشاهدون هذه الهجمة القذرة على خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحق لهم ذلك. وأقول لإخواني وأخواتي ناصحاً ومبشراً: أولاً: هذا الفلم المسيء لا تجوز مشاهدته ولا نشره ولا تداوله. ثانياً: إنما وقعت الإساءة من هؤلاء المجرمين الكفرة من اليهود والنصارى بسبب غيظهم من انتشار دين النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الدين الأول عالمياً من حيث العدد، والدخول فيه، والثبات عليه، وغيظهم هذا ليس بجديد، بل متجدد (ولتسمعن من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً). ثالثاً: يجب إظهار الغضب والبغض والاستنكار لهذا الجرم الكبير، ولا نكتفي بذلك بل نضيف إليه أيضاً إظهار التعظيم لنبينا صلى الله عليه وسلم، ونشر سيرته، واستغلال الحدث في الدعوة إلى الاقتداء به، وتعظيم هديه وسنته؛ لأن هذا يغيظ قلوبهم، ويرد كيدهم أكثر من مجرد الغضب والاستنكار فقط. رابعاً: بعض الإخوة ينشر كلاماً لبعض السلف أو لبعض العلماء، فيه الحث على عدم الرد على الباطل والسكوت عنه لإماتته، والاستدلال بهذا الكلام مطلقاً أرى أنه في غير محله؛ لأنه يجب التفريق بين ما انتشر وشاع، ولم يكن نشره بأيدينا كما وقع في هذه الإساءة لنبينا، وبين الإساءة المغمورة التي لا تُعرف، ولم تنتشر، فما شاع وانتشر يجب إنكاره علانية والرد عليه وعدم السكوت عنه، وأما المغمور الذي لم ينتشر، فهذا يُسكت عنه لإماتته، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد أمر بقتل من شاع شتمه له واعتدى على جنابه وآذاه، ولم يسكت عنه. خامساً: إن نصرة نبينا لا تكون إلا بما شرع ربنا من الوسائل والأسباب، ولا تكون بالأهواء والاعتداء بغير حق، فإن هذا فيه مكسب للمتربصين، وإضعاف لجهود المسلمين. وختاماً.. أبشركم (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم). فهناك هبة عالمية وأيضاً أوروبية من المسلمين هناك، لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، نتج عنها دخول عدد من النصارى إلى الإسلام، وتهافت كثير منهم لمعرفة سيرة رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام. وصدق الله إذ يقول: (إنا كفيناك المستهزئين)، (فسيكفيكهم الله). وهذه بعض الشواهد التي كتبها الأخ أنور مالك في تويتر جزاه الله خيراً. @anwarmalek: - كل العالم هذه الأيام لا حديث له غير محمد صلى الله عليه وسلم فإذا لم نستغل الفرصة بحكمة وذكاء لنشر سيرته فنحن مجرد غوغاء نثور لتخور قوانا فقط. - اتصل بي منذ قليل جار فرنسي وبلهفة كبيرة يودّ التعرف على سيرة الرسول لأن ما رآه بالفيلم تفاهة لا تليق بمن غيّر تاريخ البشر كما قال لي حرفياً. - جزائري زوجته أعلنت إسلامها هذا اليوم الجمعة بمدينة تولوز الفرنسية بعد ضجة الفيلم المسيء للرسول الكريم وسمت نفسها عائشة.