تأملت أحداث الأسابيع التي مضت، وكان أبرزها ذلك الفيلم السيئ لا المسيء لأنه لم يخلق بعد من يسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صدر في أمريكا بدعم إسرائيلي مسيحي صهيوني، وما تلاه من نشر صور منحطة تسير على منهج الفيلم نفسه، في باريس التي يزعمون أنها واحة الحرية والديمقراطية، وشاهدت ردود الأفعال التي اتسم معظمها بالمبالغة وعدم التروي، في حين كانت ردود فعل الهيئات الإسلامية كالعادة محصورة في الاستنكار والتنديد والإدانة، بينما فضل كثيرون السكوت، معتقدين أن السكوت من ذهب، وفي اعتقادي أن الجميع قد قصروا في حق رسول الله الكريم. لقد ثار فريق وقتل ودمر وحطم، حبا في رسول الله كما يزعمون، بينما هم أنفسهم قد أساؤوا إذا استخدمنا المصطلح الشائع الآن على خلاف ما أرى إلى رسول الله بعدم اتباع منهجه، والالتزام بسنته ؛ فلا عجب أن تأتي الإساءة من أقوام تكفر بالإسلام ولا تؤمن بنبيه، لكن العجب العجاب فيمن يتبعونه اسما، ولا يأخذون بمنهجه. وإني لأتساءل : كيف يخرج الإخوة في باكستان حبا في رسول الله، ثم يقتل في هذا الخروج أربعة عشر مسلما ؟.. هل يرضي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟. وإني لأعجب أيضا ممن قتلوا السفير الأمريكي ومن معه في الشقيقة ليبيا، مع أن الرسول قد نهانا عن الغدر بمن أخذوا العهد والأمان، والقرآن الكريم حذرنا من قتل النفس بغير حق أو فساد في الأرض، والبعثات الدبلوماسية لأية دولة في العالم لا تحاسب على ما يرتكبه بعض مواطنيهم من حماقات أو حتى جرائم يعاقب عليها القانون. لقد أراد هؤلاء السفلة الذين أنتجوا الفيلم، والآخرون الذين رسموا الصور أو نشروها، إشعال الفتنة في الدول الإسلامية التي تضم أقليات من النصارى، كما أرادوا وخططوا لما حدث من ردود أفعال عنيفة، حتى يثبتوا للعالم أن المسلمين إرهابيون وقتلة، ولا يقبلون بحرية الرأي والإبداع كما يزعمون. لقد أمرنا المولى عز وجل بحسن المجادلة، ورد الإساءة بالحسنى والعفو والآيات كثيرة ونحفظها جميعا : «ادفع بالتي هي أحسن» ، «وجادلهم بالتي هي أحسن» و «ادفع بالتي هي أحسن السيئة» ، بل نهانا عن سب الكفار وما يعبدون لكيلا يبادلونا السباب لربنا ولرسولنا : «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم» . لكن : كيف ينبغي لنا مواجهة هذا الطوفان العدائي الغربي النصراني اليهودي للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين في العالم كله ؟! .. أولا : ينبغي أن نقول لهم: موتوا بغيظكم، وأن يزداد تمسكنا بإسلامنا وسنة نبينا، فهذا ما يوجع هؤلاء السفلة ويدمي قلوبهم. ثانيا : على الدول الإسلامية مجتمعة أن تمارس سلاح المقاطعة الاقتصادية ضد كل الدول التي تجاهرنا بالعداء لديننا ورسولنا، ولا بأس أن تكون المقاطعة محدودة بمعنى أن تكون لمدة محدودة، ثلاثة أشهر مثلا، وموجهة لسلع ترفيهية غير ضرورية، فهذا أيضا يقلق الغرب ويضربه في مقتل. ثالثا : توجيه الجهود الإعلامية من صحافة وإذاعة وتلفزيون، ووسائل التواصل الاجتماعي، لا للداخل، فنحن نعرف قيمة الإسلام ورسول الإسلام، وإنما للخارج، بلغاته وبأساليبه ومناهجه نفسها، مطلوب إعداد برامج موجهة بكل لغات العالم، نعرف الناس بديننا، وبالنبي صلى الله عليه وسلم، وبأخلاقياته وبرسالته. هذه بعض المقترحات، أولها يختص بكل فرد، ولا حجة لنا، وثانيها مشترك بين الحكومات وأصحاب الشركات، وثالثها يرتبط بالحكومات بالدرجة الأولى، فهي التي تملك في الغالب وسائل الإعلام، وإن كنا لا نعدم أهمية القنوات الفضائية الخاصة التي لو وجهت برنامجا واحدا لهذا الغرض بديلا عن برامج «الأكل» و «المسلسلات» و «برامج التوك شو» التي تثير الفرقة والنزاعات بين أبناء الوطن الواحد. أقول لو فعلت هذا القنوات ذلك، لكان في ميزان حسنات أصحابها، ولكفر عنهم سيئات ما يبثونه من «فساد» .. عذرا يا رسول الله، واللهم أهدِ قومك، فإنهم لا تعلمون. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة