عند النظر في أحوال الكفار و المشركين يصدم الناظر بذلك البون الشاسع بين تعظيم هؤلاء لمعبوداتهم وبين ذلك التعظيم الباهت أو عدم التعظيم كلية من قبل بعض المسلمين لله سبحانه وتعالى ! لقد حظيت البقرة في ديانة الهندوسية بأسمى مكانة ، وأرفع درجة ؛ لأنها كانت من أغلى ثرواتهم . جاء في كتابهم المقدس – ريج فيدا – : ( إن البقرة أم الأبطال الذين يقهرون الأعداء ، وهي ابنة الإله … و مركز للحياة ، فإني أطلب من الرجال الغيورين عدم ذبحها ) . وعند الهندوس أن الذي يضرب البقرة برجله يستحق العقاب . و كان غاندي من أكبر الدعاة إلى عبادة البقر وتقديسها ومنعها من الذبح من قبل المسلمين ، وكان يثير حماسة الهندوس بقوله : ( الديانة الهندوسية ستبقى على وجه الأرض مادام الهندوس يحافظون على البقرة ) . بل يوغل هذا الزعيم الذي يعتبر من أعظم زعمائهم في القرن العشرين إلى أبعد من ذلك في التعظيم فيقول مفاخرا : (( عندما أرى البقرة لا أجدني أرى حيوانا ، لأني أعبد البقرة ، وسأدافع عنها أمام العالم أجمع )) . ولقد قاده عقله – إن كان له عقل – إلى تفضيل أمه البقرة على أمه التي ولدته : (( وأمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة وجوه ، فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين و تتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا ، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما ، ولا تطلب منا شيئا مقابل ذلك سوى الطعام العادي )) . إلى أن قال هذا ( الحيكم الكبير ) ! : (( إن ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة و الإجلال ، وأنا أعد نفسي واحدا من هؤلاء الملايين )) . و يوجد في الهند معبد فخم مكسو بالرخام الأبيض ترسل إليه الهدايا من شتى أنحاء الهند ، وهذه الآلهة التي تقدم لها هذه القرابين وترسل لها النذور في ذلك المعبد الفخم إنما هي (( الفئران )) . و في الهند قرابة 33 مليون آلهة تعبد من دون الله سبحانه وتعالى عما يشركون . هذا واقع غاندي و قومه في تعظيم معبوداتهم . وفي المقابل نجد بعض المنتسبين إلى الإسلام يتطاولون على ذات الله العظيم كأمثال كشغري وما أكثر (الكشاغر) في هذا الزمن من الذين تجرؤوا على الله سبحانه . هل عظم كشغري ومن لف لفه، الله. كما عظم غاندي بقرته ، و كما عظم الهندوس فئرانهم وأبقارهم ؟! هل عظم الله سبحانه وتعالى، هذا الكشغري، عندما قال : (( إن قدرة الله على البقاء ستكون محدودة لولا وجود الحمقى ..)) . وقال : (( وهل معرفة الله ضرورية أم استدلالية )) . وقال : (( .. ولو افترضنا وجود الله فإنه سيجعلكم في عينه على الدوام مادمتم جيدين )) . وقال : (( لكل مخلوق ردة فعل ولكن ما اسم ذلك الشئ العظيم الذي يشاهد كل هذا الخراب و الدمار والأذى ولا يقوم بأدنى ردة فعل .. ماذا يصح أن نسميه )) . سبحان الله عما يشركون . ((لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )). ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ )) . لا فرق بين غاندي وكشغري في الكفر ، ولكن هناك فرق بين تعظيم ذاك لبقرته ، وبين تطاول هذا على ربه سبحانه . أشهد إلا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله .