(العريفي أخطأ وتجب مُحاكَمَتُه كحمزة)، (مساواة العريفي بكشغري ظلمٌ فاحش)، (يا حمزة: لِتنجُ كُن صاحب لِحية وأرِحنا).. اقتباساتٌ من توتُّر (تويتر)! بعيداً عن كلّ هذا يا قوم: أين منبع التّطاول أو حتى الخطأ دون قصد؟ تصوَّر: إلى عهد قريب كُنّا نقرأ في المطويّات حُكم إطلاق لفظة «السيد» على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنّ السؤال عقديّ، كما لو أنّ الوعيد الشديد حاصلٌ لمن أطلقها في حال المنع! يقولون: مُحمّد قال كذا، ومحمّد وأصحابه فعلوا... هكذا مُجرّدة؟! بينما يحظى المدير بأسمى ألفاظ التبجيل والتّعالي، ألا نخجل من أنفُسنا حين نسأل: ما هو حكم قول «سيّدنا» للنبي؟ نتورّع عن الابتداع في حقّ نبيّنا صلى الله عليه وسلم -حسب مفهومنا- ويُبدِع بعضُنا في إفساد وهلاك الحرث والنّسل! لو تأمّلنا الإمام مالك حين يتغيّر لونُه وقت الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لأدركنا أنّ الكلّ تجاوزَ التّجاوُز في الخطأ بقصد أو بغيره! أتفهّم انتصار الجميع للرسول عليه الصّلاة والسلام، ولمن يُنسب لأهل الشرع، وأتفهّم حِرص البعض على رفع القداسة عمّن يُمثّل الدين إن أخطأ؛ شرطَ ألّا يستفزّ طرفٌ الطّرفَ الآخر. ألا يكفينا: «إنّا كفيناك المُستهزئين»، و»والله يعصِمُك من الناس»؟ اِسْألْ من هُو بجوارك عن أحكام صلاته، وخُصّ سُجود السّهو، ستَجِدهُ ينطفئ ويتلاشى بينما يندفع بلا (مثبّت سُرعة) لو سُئل في مقطع العريفي أو حديث حمزة! مَن مِن القرّاء سينتصر لنبيّه بحقّ مُتَكلِّفًا عناء قراءة فصل من «الشفا» للقاضي عياض؛ بدلاً من صَبِّ تغريدات عاطفية في «تويتر»؟ وهل سنتوقّف بعدها أم سنُكمل؟ هُنا السّؤال! • من الظّلم مساواة العريفي بكشغري حتى في العنوان أعلاه؛ إلّا أن الرابط في الجميع العَجَلة!