خضعت العاصمة العراقية بغداد أمس لإجراءات أمنية مشددة، وأغلق حي الغزالية بجانب الكرخ، فيما شهدت أحياء متفرقة حوادث تفجير أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين. وأفاد شهود عيان ومصدر أمني بأن القوات الأمنية أغلقت جميع مداخل ومخارج منطقة الغزالية، غربي بغداد، ومنعت دخول وخروج المواطنين باستثناء طلبة الكليات والمعاهد بعد معلومات استخبارية عن وجود وكر لتنظيم "داعش". وقال العقيد في الشرطة الاتحادية فيصل الساعدي ل الوطن "لقد تم إغلاق جميع مداخل ومخارج منطقة الغزالية، غربي بغداد، ومنع دخول وخروج المواطنين منها استعدادا لمداهمتها من قبل الأجهزة الأمنية بعد معلومات استخبارية تفيد بوجود وكر لتنظيم داعش في المنطقة دخلوا إليه مع النازحين من محافظة الأنبار، لتنفيذ عمليات إرهابية". وتعد الغزالية واحدة من المناطق الساخنة في العاصمة بغداد بحسب وصف الأجهزة الأمنية، وتتعرض بين الحين والآخر لعمليات دهم وتفتيش بحثا عن مطلوبين. وقال عدد من أهالي الحي إن "القوات الأمنية منعتنا من الخروج من المنطقة باستثناء طلبة الجامعات والمعاهد الذي يحملون هويات تعريفية " معربين عن استغرابهم من العرض لإجراءات مشددة قيدت حركتهم ومنعتهم من ممارسة أعمالهم اليومية. وعلى الرغم من انتشار القوات الأمنية في معظم أحياء العاصمة مما خلف زحاما مروريا منذ ساعات صباح أمس. قتل 12 مدنيا في سلسلة هجمات في بغداد، من بينها انفجار أربع سيارات مفخخة في ثلاث مناطق من العاصمة، فشهد قضاء المحمودية في الضاحية الجنوبية انفجار سيارتين إحداهما كانت متوقفة في شارع البلديات والأخرى يقودها انتحاري فجرها في السوق الشعبية، وقتل على إثر التفجيرين 6 مدنيين وأصيب أكثر من 14 بجروح مختلفة. وفي حي الحرية شمال غرب قتل مدنيان وأصيب 7 بجروح في انفجار سيارة متوقفة على جانب الطريق كما انفجرت سيارة أخرى في منطقة البلديات مؤدية إلى مقتل مدنيين وجرح 9 آخرين. كما قتل مدني وأصيب آخر في حادثي إطلاق نار شنهما مسلحون يستخدمون أسلحة رشاشة في منطقة جسر ديالى جنوب شرقي بغداد، فيما قتل مدني في حادث مماثل في حي الإعلام جنوب غربي العاصمة. على صعيد آخر وفيما أعلن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري مناقشة القادة العسكريين في مقر قيادة قوات الأنبار خططا بديلة بعضها يرتكز على استحداث ممرات جديدة إلى مركز مدينة الفلوجة، لتجنب التحصينات التي يواصل المسلحون إقامتها في منافذها منذ أسابيع، تمهيدا لتطهيرها من الإرهابيين دعت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، أعضاء البرلمان إلى مقاطعة الجلسات لحين إدراج موضوع أزمة الأنبار على جدول الأعمال. وقال عضو القائمة النائب إبراهيم المطلك في مؤتمر صحفي، إن "مجلس النواب مطالب باتخاذ موقف سريع وواضح من قضية الأنبار ومعاناة آلاف العوائل التي نزحت إلى العراء بسبب العمليات العسكرية والقصف العشوائي الذي تتعرض له الأحياء السكنية". وأضاف" طالبنا قبل خمسة أيام رئاسة البرلمان بإدراج أزمة الأنبار للمناقشة على جدول أعمالها لكن لم نلمس أي استجابة لحد هذه اللحظة برغم الأوضاع الصعبة، ومن المعيب انشغال المجلس بمناقشة القوانين الاعتيادية في وقت يتم إهمال معاناة آلاف العوائل النازحة، ولا بد من مقاطعة جلسات البرلمان لحين إدراج أزمة الأنبار على جدول الأعمال". وفي السياق ذاته أعلن النائب عن كتلة "متحدون" للاصلاح، سلمان الجميلي، الذي يتولى رئاسة كتة العراقية في البرلمان،أن نواب كتلته لن يحضروا جلسات مجلس النواب إلا بعد تخصيص جلسة خاصة لمناقشة أزمة محافظة الأنبار. وكانت القائمة العراقية دعت جميع القيادات السياسية مسؤولية تحمل إيقاف ما يتعرض له الشعب العراقي من أذى مباشر، والتحرك العاجل بما يتناسب مع حجم الأزمة التي تعيشها الأنبار لتفادي مخاطر كارثية إنسانية وشيكة من خلال جهد جماعي لعقد اجتماع لمختلف القيادات السياسية. "القاعدة" الإرهابي يتبرأ من "داعش" بيروت، دبي: الوكالات أعلنت "القيادة العامة" لتنظيم القاعدة في بيان منسوب لها نشر على الإنترنت أمس، أنه لا صلة لها بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب"داعش"، في محاولة على ما يبدو لتأكيد سلطته على جماعات إسلامية متشددة مشاركة في الحرب الأهلية في سورية.وتنتهج داعش الفكر المتشدد لتنظيم القاعدة، ويعتقد على نطاق واسع حتى الآن أن ثمة علاقة بينهما. لكن من بين التنظيمات التي اشتبكت مع داعش جبهة النصرة الجناح الرسمي للقاعدة في سورية.وقالت القيادة العامة لجماعة القاعدة، إن داعش "ليست فرعا من جماعة القاعدة".وأضافت "القاعدة" لا صلة لها بجماعة "داعش" فلم تخطر بإنشائها ولم تستأمر فيها ولم تستشر ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها، ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها". وفي أبريل الماضي حاول قائد "داعش" أبو بكر البغدادي، دمج جماعته مع جبهة النصرة في تحد لأوامر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مما تسبب في شقاق. وقال تشارلز ليستر، الزميل الزائر بمركز بروكنجز الدوحة، إن بيان القاعدة "يمثل محاولة من القاعدة لإعادة التأكيد بشكل قاطع على مستوى معين من السلطة على القتال في سورية" بعد شهر من القتال وعصيان داعش. وأضاف "هذا يمثل خطوة قوية وصريحة من القاعدة، وستخدم بلا شك زيادة تعزيز دور جبهة النصرة كممثل رسمي للقاعدة في سورية".