مركز السيّدة خديجة بنت خويلد لسيّدات الأعمال التابع لغرفة جدة سُمّي باسمها بزعم من سمّاه لأن سيّدات الأعمال يتخذن خديجة رضي الله عنها أسوة في تجارتها ، ومن أبرز أهداف المركز أن تتسنّم المرأة المناصب القياديّة في الدولة ، فهل حظيت السيّدة خديجة رضي الله عنها بمنصب في دولة الإسلام ؟!! هذا وإن من يُتابع ما يقوم به المركز مما بُثّ في الإعلام هذه الأيام لا يُخالجه الشكّ في أن المركز قد استهدف فرض التغريب ، وإلا فما علاقة التجارة وما يتعلّق بها بالمناصب القيادية ؟ ولماذا يوزّع كتيّب حوى صوراً لموظفات المركز وهن كاشفات الوجه ومتزينات ومنهن من أظهرن الشعر ، مع العلم بأن من قال بجواز كشف الوجه من أهل العلم لم يقل بجواز الزينة والنمص وإخراج الشعر !! حاشا لخديجة أن تكون بهذا الفسق ، كما حوى الكتيّب عدداً من صور الكاريكاتير منها الساخر ومنها الذي يُعطي رسالة ودعوة لنبذ ما شرعه الإسلام كولي المرأة والمحرم ، ولماذا كان المنتدى الذي أقامه المركز قبل أيام لمناقشة قضايا المرأة بزعمهم كحفل غنائي ؟! فهل كانت السيّدة خديجة الطاهرة العفيفة أسوة لهم حقّاً؟ ألا إن التاجر والتاجرة في جميع دول العالم لا يعنيهما إلا ما يُحققّ سُرعة الإنجاز وتحقيق الائتمان في تجارتهما ، ولا تهمهما المناصب كسيّدات أعمال هذا المركز ، ولذا فقد بان أن غرض المركز فرض التغريب وأن اسمه ستار فحسب ، ولا يُغيّر الستار من حقيقته شيء ، كالمسجد الذي بناه المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد نهاه الله عن الصلاة فيه ، لأن القصْد منه الضرار والكُفر أي الفسق والتفريق بين المسلمين والإرصاد لأعدائهم ، فهو في الظاهر مسجد وفي الباطن غير ذلك ، قال الله تعالى : " وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) ". وقول الله تعالى : ( لا تقم فيه أبداً ) رسالة لكل مؤمن حاكم ومحكوم.