بعد أن اتهم أحد «المحتسبين» منذ فترة غرفة جدة الصناعية والتجارية التي يرأس الشيخ صالح كامل، رجل الأعمال المعروف مجلس إدارتها «بإماتة الأخلاق والدعوة إلى الاختلاط»، هاهو الشيخ صالح يكشف لنا مجدداً أنه تلقى في اليوم الأول للمنتدى الذي نظمه مركز السيدة خديجة بنت خويلد، الذي عُقد في الغرفة التجارية والصناعية بجدة مؤخراً وتناول قضايا المرأة والعمل، أكثر من ثلاثين رسالة تهديد تتهمه بالكفر والتغريب والعمالة للغرب. بل أعلن أحد المواقع «الإسلامية» المتشددة الحرب على المركز فقد بدأ الموقع في نشر عدد من المقالات والآراء التي تتهجم على مركز السيدة خديجة وتتهمه بالانحراف والتغريب. ما فعله «المحتسب»، وصحبه أصحاب التهديدات التي أكد الشيخ صالح تلقيها مؤخراً، وما يقوم به الموقع «الإسلامي» المعني من محاولة لتشويه عمل مركز السيدة خديجة والمس بالمسؤولين في غرفة جدة وكيل الاتهامات لهم يحمل إضافة إلى فكر التكفير الذي يدمغ به هؤلاء من يختلف معهم في الرأي والاتجاه، قدراً مضاعفاً من التشدد واللجوء إلى الوعيد والتهديد ينحرف عن ما ينبغي أن يكون عليه أسلوب الدعوة من العمل وفق قواعد العلم والحكمة، إضافة إلى الرفق والبشاشة وحسن المنطق اتباعاً لقوله تعالى: { وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ... } آل عمران (158) إن ما يقوم به الشيخ صالح كامل من خلال نشاطاته وعمله كمسؤول أول عن غرفة جدة يصب في اولويات خطط الحكومة السعودية ممثلة في وزارة العمل في دعم مشاركة المرأة في التنمية الوطنية كمطلب أساسي للنهوض بالوطن من مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية، التربوية. وهو بالضبط ما يسعى إليه مركز السيدة خديجة بنت خويلد في الغرفة التجارية والصناعية بجدة. فالمركز، كما يؤكد الشيخ صالح كامل» يسعى إلى تذليل الصعاب والمعوقات أمام المرأة» وهو أمر تمضي فيه غرفة جدة رغم كل الاتهامات الموجهة للغرفة التجارية بصدد عمل المرأة، «فالجهود مبذولة»، كما يؤكد الشيخ صالح كامل، «في السعي إلى تعزيز دورها بالمشاركة في التنمية وبما يتوافق مع الشريعة الإسلامية واشتراطات وزارة العمل». إن «الخلل لدينا»، كما يقول الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض، «ليس خلل أساسيات، ولكنه خلل وعي ومعرفة .. ففي حين جميعنا نبارك خطوات التطوير التجاري والاقتصادي عبر فاعليات حيوية نشاط الغرف التجارية وواقعية حضور المرأة المؤهلة رأياً وممارسة في مجالات هذا النشاط، نجد من يروّج «احتساباً» غير مطلوب يعترض فيه على تطور تأهيل المرأة قيادياً.. في مدينة جدة ثم يأتي تواصل الجهل فيعمّم ذلك على مواقع «النت» التي تبحث عن أي مثيرات شغب..». وأخيراً أدرك بأن الشيخ صالح كامل ليس في حاجة إلى أحد للدفاع عنه، فقد كان رده الشافي الوافي الذي مثل موقف غرفة جدة، بل وموقف المجتمع الجداوي قاطبة، حين أكد في رده على المحتسب: «أننا لسنا مبتدعين، بل نحن متبعون لقواعد الدين السمحة، ولا نتبع عادات، بل ما أمرنا به الله تعالى»، لكننا نعتب هنا على أسلوب الدعوة الذي يتبناه بعض دعاتنا والذي نعده خروجا عن أبسط قواعد الدعوة من جهة .. والكياسة التي ينبغي أن يتسم بها من يدعون لأنفسهم الاحتساب في سبيل الله بعد أن خرج أسلوب الدعوة لديهم عن حدود اللياقة في أكثر من مناسبة.