منذ أن ولدت وفتحت عيناي في هذه الدنيا و أنا انعم بين ذراعي والدي ، يخدمني ويُحضر لي كل ما احتاجه أنا وأمي وأخواتي البنات. ونكبر في هذه البلاد المباركة بلد التوحيد ، وتتزوج الواحدة منا تلو الأخرى ، لتنعم بما فطرها الله تعالى عليه من استقرار و أمومة ، لتكون في ظل قوامة الزوج التي شرفه الله تعالى بها حين قال (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره: "يخبر الله تعالى أنَّ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء) أي: قوَّامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفّهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهم بذلك ، وقوَّامون عليهن أيضاً، بالإنفاق عليهن،والكسوة، والمسكن"انتهى. هذه الكرامة وهذه القوامة حسدنا عليها أعداء الإسلام ودعاة الرذيلة ، فاستكثروها وسعوا في هدمها بدعاوى زائفة لخروجنا ومساواتنا بالرجال ، فلماذا ؟ هل غاظهم أني وبنات جنسي نقر في بيوتنا مملكتنا ؟ نستقبل فيها أزواجنا بأطيب عطور وأجمل عبارة و نربي أطفالنا على دين يخدمونه ووطن بأرواحهم يفدونه ، هل استكثروا علينا أن نكون ملكات طهر وعفاف يأتينا رزقنا من مأكل ومشرب وملبس وعلاج ، بل وحتى ما نحتاجه من خصوصيات يحضرها لنا أزواجنا وآبائنا متفانين في خدمتنا ، معتزين بعفافنا ؟ واليوم تتضافر الجهود الفاسدة لا بارك الله فيها لإخراجنا من بيوتنا والزج بنا في أعمال والله ما خُلقنا لها ، مستغلين حاجة البعض منا وعوزهن ، متسترين بالمناداة الكاذبة لحقوقنا ، فان كانوا صادقين فلما لا ينادون بصرف معونات ومرتبات شهرية لكل مطلقة أو أرملة أو من تعول أسرة وأبناء ؟ كي يأتيها راتب شهري وهي معززة مكرمة في بيتها ؟ لماذا لا يعملون ويجتهدون في إيجاد أماكن لا اختلاط فيها نعمل فيها بكرامتنا وعفتنا ؟ أين المستشفيات النسائية التي تكون للنساء فقط دون الرجال؟ نحمي فيها أعراض ممرضات وطبيبات وعاملات لطالما نهش المجتمع في أعراضهن وامتهن عملهن بسبب الاختلاط ، وقد يكون معظمهن على خلق ودين. أين الأسواق التي قام كثير من الصالحين الغيورين المختصين بدراسات كاملة و خطط لتحفظ لنا خصوصيتنا وتبعدنا عن مخالطة الرجال ؟ أم أنها أصبحت في سلة المهملات ؟ أين جهودهم في إنقاذ كل عفيفة من شبح العنوسة ؟ بمد يد العون إلى الشباب وحث رؤساء القبائل حفظهم الله لتخفيف المهور والاقتصاد في تكاليف الزواج ؟ بل دعوني أتساءل ، أين أوامر حكامنا التي يتبجح دعاة الرذيلة بإهمالها وعصيانها ، فهذا والدنا رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى يقول ( أقبح ما هناك في الأخلاق، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن، وفتح المجال لهن في أعمال لم يُخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية، من تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة، الذين هم فلذات أكبادهن، وأمل المستقبل، إلى ما فيه حب الدين والوطن، ومكارم الأخلاق، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة ،ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن، فلا – والله – ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعُرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي ، هذه طريق شائكة، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه، خارج من عقله، خارج من بيته)هذا الأمر الملكي هو وسام فخر لكل امرأة مسلمة في هذه البلاد . واليوم يأتي ابنه ملك الإنسانية حفظه الله وسدده ليسير على نهجه فيقول (المرأة هي أختي وأمي وزوجتي وبنتي ولها حقوق شرعها الإسلام، وأنتم تعلمون ذلك).(لن نسمح أن يقال إننا في المملكة العربية السعودية نقلل من شأن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ولن نقبل أن يلغى عطاء نحن أحوج الناس إليه( فبارك الله فيك أيها الملك الصالح وسخر الله لك بطانة صالحة …. واليوم يأتي هؤلاء ليلقوا بكلام ولاة الأمر عرض الحائط ، ويُصرّون على إهانة المرأة بالزج بها كاشيرة في سوق من الأسواق ، ويغضبون اشد الغضب من فتوى أصدرها علماؤنا المخولين من ولاة الأمر بالإفتاء ، ويشتد غضبهم وغيظهم من كل من يملك الغيرة علينا ، وكل من دافع عنا وعن أعراضنا وكرامتنا ، وهنا أقول يا هداكم الله إن كنتم فعلا تريدون مساعدة المرأة ، فلماذا لا تؤمنون المراكز التجارية النسائية الكاملة بدون أي رجل وهنا نقول مرحبا للكاشيرة في سوق نسائي متكامل ليس فيه رجل واحد ، فلطالما حلمنا بمستشفى نسائية كاملة تحفظ أعراضنا وعوراتنا ، فكم من امرأة مسلمة عفيفة خافت وحزنت من انكشاف عورتها في المستشفى أو في غرفة العمليات من غير ضرورة ، فأين انتم يا من تنادون بحقوقنا ؟؟ ما بالكم غضضتم الطرف عن هذا الحق؟؟ ناديتم بعمل المرأة كاشيرة فأين الرجال ؟؟ أم ستنقلب الآية ليجلس الرجل في البيت يجهّز الطعام ويربّي الأبناء ، وربما غدا نراه يعاني من آلام الحمل و الولادة ، أهذا ماتريدون؟؟؟ كم من الشباب العاطلين تبددت أحلامهم مع الملفات الخضراء ، التي قذفوا بها في كل شركة وكل مؤسسة ؟؟ في الوقت الذي تتاح فرص تلو الأخرى لعمل المرأة في تنظيف الشواطئ وجمع القمامات. فلا والله ما خُلقنا لذلك ، بل خُلقنا مصونات عفيفات رغم انف كل من لم يرضى بذلك ، فقد شرفنا ربنا بأن نكون ملكات في بيوتنا ، والكل يقوم على خدمتنا وخدمة أبنائنا. ختاما لا املك إلا أن اسأل الله الكريم رب العرش الكريم الهداية لي ولكم ، وان يحفظ الله ولاة أمرنا وبلادنا ونسائنا ورجالنا من كل سوء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.