بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى زوجته أمنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها , أما بعد : فقد يدعي قوم أنهم يحبون شخصاً إما لشيء دنيوي أو أُخروي , وهذا الادعاء لا بد له من امتحان واختبار حتى يتبين الصادق من الكاذب , وأذكر هنا بيتاً شعرياً يقول قائله(الشافعي –رحمه الله-): لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع فالمحب حق الحب لا بد أن يطيع محبوبه ويقتفي أثره , فما رأيكم لو كان المحبوب هذا هو أحد النساء اللاتي اكتملن؟ قال صلى الله عليه وسلم :"اكتمل من الرجال كثير, ولم يكتمل من النساء إلا أربع " , وذكر منهن خديجة رضي الله عنها , ثم إن المحبة لا بد أن تكون في طاعة الله يقول صلى الله عليه وسلم:"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" . ولعلي ابتداء أشكر النساء اللاتي أقمن منتدى السيدة خديجة بنت خويلد بجدة الأسبوع المنصرم ! وإن كن وقعن في عدة محاذير شرعية , فقد توجهنا مباشرة لقراءة السيرة العطرة لأمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها في كتب السير , ثم أدخل في لب الموضوع والذي كانت نساء المنتدى يدندن حوله , وجعلنه كالشماعة لهن , وهو زعمهن بأن خديجة رضي الله عنها كانت تعمل بالتجارة وتخالط الرجال إلخ…, وهنا لابد من توضيح ؛ مهم حيث إنني أجزم بأنهن لم يقرأن السيرة الطاهرة لأمنا خديجة رضي الله عنها , والرد هنا على شقين , هما: 1- ذكر ابن هشام رحمه الله في كتابه الشهير (سيرة ابن هشام) ما نصه "وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال , تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم " انتهى كلامه رحمه الله . بالله عليكن ما معنى هذا الكلام ؟ هل معناه أنها كانت تخالط الرجال ؟ وهل كانت تباشر التجارة بنفسها كما تفعل الكاشيرة اليوم ؟ أبداً والله ,لم يكن الله ليختار لنبيه إلا خير النساء عفة وطهراً . 2- من المعلوم أن خديجة رضي الله عنها وأرضاها تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم وأنجبت أبناءه وتوفيت قبل الهجرة , وآيات الحجاب وأحاديث فصل الرجال عن النساء نزلت بعد الهجرة النبوية بلا خلاف , وبذلك يزول الضباب حول أن خديجة الطاهرة العفيفة كانت تخالط الرجال , وحاشاها والله من ذلك. وأخيراً أدعو إخواني الخطباء والدعاة لتخصيص خطب وكلمات عن سيرة أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها توضح بها الأمور التي تطاول بها عليها من تطاول , وتفند الشبه حول تعاملها مع الرجال الأجانب عنها . أسأل الله أن يصلح أحوال نساء المسلمين أن يجعلهن مقتديات بأمهات المؤمنين وأن يجنبهن الفتن ما ظهر منها وما بطن , وصلى الله على نبينا الأمين وعلى أزواجه الطاهرات العفيفات أمهات المؤمنين.