حمّى «القش» إحدى أنواع الحساسية الشائعة التي تحدث الإصابة بها خلال فصل الربيع بسبب انتشار حبوب اللقاح، ومن خلال العلاج الدوائي واتخاذ بعض التدابير المهمة يمكن للمرضى السيطرة على حمّى القش. وترى سونيا ليميل، المتخصصة في الحساسية والربو بالجمعية الألمانية لأمراض الحساسية والمناعة السريرية، أن حمى القش تحدث عندما ينتج الجسم أجسامًا مضادة كاستجابة لمحفزات معيّنة، مثل حبوب اللقاح. ونبّهت «ليميل» إلى أن العلاج المناعي لا يعالج الأعراض، لكن أسباب الحساسية حتى يعتاد الجهاز المناعي على مسببات الحساسية. ومن ناحية يتيح هذا العلاج تقليل الأعراض، وبالتالي الدواء، ومن ناحية أخرى يحد من خطر الإصابة بالربو التحسسي. وقد يستغرق العلاج المناعي ثلاث سنوات، وفي تلك الأثناء يتلقى المصاب إما حقنًا شهرية أو أقراصًا أو قطرات تحت اللسان بشكل يومي، وإلى جانب الأدوية، يتعين على المرضى اتخاذ بعض التدابير المهمة. وتتمثل هذه التدابير في غسل الشعر في المساء وعدم خلع الملابس ووضعها في غرفة النوم ليلًا، وعدم تجفيف الغسيل بالشرفة، وغيرها من التدابير، التي تحول دون تعلق حبوب اللقاح بالملابس، ومن المهم أيضًا تركيب شبكة على النوافذ لمنع دخول حبوب اللقاح. وقال عضو مجلس إدارة الجمعية الألمانية، البروفيسور يورج كلاينه – تيبه، أن أعراض حمى القش تتمثل في العطس وسيلان الأنف أو انسدادها وحرقان العين وزيادة إفرازات الدموع، وحذّر من أن إهمال علاج حمى القش قد يؤدي إلى الإصابة بالربو التحسسي. وأشار كلاينه – تيبه، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، إلى أن هناك العديد من الأدوية، التي تختلف باختلاف شدة الإصابة، تبدأ بمضادات الهيستامين، التي تتوفر على شكل أقراص أو بخاخ للأنف أو قطرات للعين. وتعالج هذه المضادات الحكة والعطس وسيلان الأنف، لكنها في الواقع لا تكفي عند انسداد الأنف بشكل دائم وكذلك في حال وجود أعراض أخرى مثل صعوبات التركيز، وفي هذه الحالة يتم اللجوء إلى بخاخات الأنف المحتوية على الكورتيزون. وعلى الرغم من المخاوف، التي تتردد حول الكورتيزون، إلا أن الرش موضعيًّا في الأنف لا تنتج عنه، بحسب كلاينه – تيبه، آثار جانبية مخيفة، حيث يصف الأطباء أقراص الكورتيزون فقط لبعض الحالات الفردية. وقد يكون من المفيد أيضًا استخدام بخاخات الكورتيزون مع مضادات الهيستامين أو حتى دواء مركب منهما، وذلك للحصول على التأثير البطيء طويل المدى للكورتيزون، والتأثير الشديد لمضادات الهيستامين.