أكد استشاري أن حساسية الأنف أصبحت مرضا مزمنا وأنها مرض وراثي، وأن نسبة حدوثها تختلف من بلد إلى آخر، مشيرا إلى أنه لا يوجد علاج فعال لهذه الحساسية غير تجنب مسبباتها. وقال استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور أسامة عبدالكريم محمد إن حساسية الأنف هي التهاب ناتج عن مواد مهيجة، وهذه المواد موجودة في الهواء مثل الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعطور ومواد التنظيف وغيرها، ويمكن على المدى البعيد أن تحدث مضاعفات طبية مثل التهاب الأذن والجيوب الأنفية والربو. وأضاف الدكتور أسامة أن هناك نوعان من حساسية الأنف هما: حساسية الأنف الموسمي وتأتي عادة في فصل الربيع وبداية الصيف، حيث تتفتح الزهور، ووجود حبوب اللقاح التي هي من ضمن مسببات الحساسية للأنف وتقلبات الجو من بارد إلى حار وكثرة العواصف الترابية في هذا الفصل. والنوع الثاني هو حساسية الأنف المستمرة: وهذا النوع مستمر طوال السنة مع المرضى الذين يعانون منه، حيث الغبار ورائحة السجائر والعطور ووبر الحيوانات الأليفة والموكيت والتكييف ومواد التنظيف والحشرات المنزلية. وبين الدكتور أسامة أن الهواء الجوي يحتوي على أجسام دقيقة، فتدخل بعضها المجرى الهوائي عن طريق الأنف، وتشمل هذه الأجسام بكتيريا وفيروسات وذرات الغبار وحبوب اللقاح ووبرا من بعض الحيوانات، ولأن لدى الإنسان جهاز مناعة له القدرة على حماية الإنسان من أي شيء يصيبه من عوامل خارجية. وعندما تدخل هذه الأجسام الغريبة الأنف فإن الجسم يتفاعل معها ويحاول التخلص منها، ولكن مع بعض الناس تتفاعل مع هذه الأجسام الغريبة بحساسية مفرطة تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية، علما بأن الأجسام نفسها لا تؤدي إلى النتيجة عينها على أناس آخرين ورد الفعل الشديد هذا يسمى حساسية. وأضاف أن من الممكن أن يكون لدى أي شخص استعداد للإصابة بالحساسية وراثيا، حيث نجد فردا من العائلة يعاني من حساسية في الجلد أو الصدر أو الأنف. ومن هنا تحدث عن أعراض الحساسية وهي: العطس المستمر وحكة في الأنف ودموع في العينين ورشح الأنف وانسدادها وتغير في الصوت وفقدانه لحاسة الشم وجفاف في الفم. وأوضح الدكتور أسامة أن علاج حساسية الأنف لابد وأن يؤخذ تحت إشراف طبيب متخصص حتى لا تتفاقم الأعراض عند المريض، وهو يشتمل على الأدوية القابضة للأغشية المخاطية، كذلك يمكن استخدام مضادات الهيستامين، لكن لمدة لا تتعدى الأسبوعين تجنبا للآثار الجانبية الناتجة منها وهي: الدوخة وازدياد حاجة المريض إلى النوم وحدوث جفاف وزيادة لزوجة الإفرازات المخاطية في الأنف. وينصح أحيانا إلى اللجوء إلى الكورتيزون عبر استخدام بخاخة الأنف أو الحقن وإذا صاحبه التهاب في الأنف لا بد من أخذ مضاد حيوي. كذلك قد يصف الطبيب المعالج العلاج بالأمصال التي تعتمد على تعريض المريض لكمية قليلة جدا من مسببات الحساسية لفترات طويلة تصل إلى خمس سنوات لحث الجهاز المناعي على تكوين مضادات لها، لكن نتائج هذه الطريقة محدودة للغاية، إضافة إلى أنها تحتاج إلى فترات طويلة من العلاج. وشدد استشاري الأنف والأذن والحنجرة على أن الوقاية خير من العلاج، فعلى مريض حساسية الأنف أن يتعايش معها قدر الإمكان لأنها مرض مزمن والابتعاد عن مسببات الحساسية، وهي التخلص من الموكيت والسجاد لوجود الغبار والأتربة فيهما باستمرار، والتقليل من استخدام المكيف وتنظيفه باستمرار، ووضع مادة ماصة للرطوبة خلف المرحاض للتقليل من الرطوبة الموجودة في دورة المياه، وعدم وجود حيوانات أليفة في المنزل، وعدم استخدام الروائح النفاذة، مثل: البخور والعطور ومواد التنظيف والمبيدات الحشرية.