قالت منظمة العفو الدولية إن المدنيين يكابدون مستوى مرعباً من العنف في المعارك الدائرة بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة للسيطرة على حلب. واتهمت المنظمة قوات الحكومة السورية بقصف المناطق السكنية في حلب بشكل متكرر لا يميز في أحيان كثيرة بين مقاتلي المعارضة والسكان، ولا يستهدف أهدافاً عسكرية محددة، وهو ما يعرض المدنيين للخطر الشديد. وقالت المنظمة إن أغلب ضحايا عمليات القصف الذي تنفذه الحكومة بالطائرات وبالهاون في حلب كانوا من المدنيين، وبينهم أطفال. وقالت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في المنظمة إن المدنيين أصبحوا يعدمون أي مكان آمن في حلب حيث "يواجهون يومياً وابلاً من الضربات الجوية والمدفعية"، داعية قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة إلى "الامتثال للقانون الإنساني الدولي، الذي يتطلب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب المدنيين، في هجماتهم". وتشهد حلب منذ نحو شهر معارك طاحنة بين الجيش النظامي والجيش الحر اللذين يتبادلان المزاعم بالسيطرة على مناطق إستراتيجية من المدينة الواقعة بشمال سوريا. كما تحدث تقرير منظمة العفو عن زيادة حادة في عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء لمدنيين لا علاقة لهم بالنزاع. وقالت إن جثثاً كانت في الغالب لشباب مقيدي الأيدي قتلوا بطلقات في الرأس، قد عثر عليها في حلب بشكل متكرر قرب مقر قيادة الاستخبارات الجوية، وهي منطقة تسيطر عليها الحكومة. وتحدثت المنظمة أيضاً عن عمليات قتل للأسرى قام بها مسلحون من المعارضة، وعن انتهاكات أخرى تشمل سوء معاملة المعتقلين، داعية الجيش الحر إلى خطوات تنهي فوراً التجاوزات وتضمن إجراء تحقيقات نزيهة حولها. وقالت دوناتيلا روفيرا "ينبغي أن يتوقع المسؤولون عن الهجمات العشوائية ضد المدنيين وغيرها من جرائم الحرب أنهم سيحاسبون". من جهته قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إننا ندعم المعارضة السورية سياسياً وبمعدات عسكرية غير قتالية. وأكد لودريان أن فرنسا لن تستطيع المشاركة بتدخل عسكري في سوريا إلا في إطار الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي.