تعرضت 6 دول بمنطقة الشرق الأوسط، اليوم الخميس، لموجة جديدة من الطقس شديد البرودة تستمر 3 أيام، وسط توقعات ببدء تحسن الأوضاع مع صباح يوم الأحد المقبل في عدة دول، حسب خبراء في الأرصاد الجوية. وضربت مصر وفلسطينالمحتلةولبنانوسورياوالأردنوالعراق، اليوم الخميس، عاصفة ثلجية ومنخفض جوي، رافقه انخفاض في درجات الحرارة، أثرت على مظاهر الحياة والعمل، كما تسببت العاصفة في إغلاق موانئ وتوقف جزئي للعمل، وتعطيل العمل بمؤسسات حكومية. وحِيد سعودي، المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية بمصر، وصف الموجة الجديدة بأنها "منخفض جوي متمركز بشرق حوض البحر المتوسط تزامن معه امتداد لمنخفض جوي بطبقات الجو العليا". وأوضح، في تصريح لوكالة الأناضول، أن الموجة الجديدة تسببت في زيادة نشاط الرياح؛ ما يزيد من إحساسنا ببرودة الطقس مع اضطراب في الملاحة البحرية علي البحرين المتوسط والأحمر"، متوقعاً أن تتواصل الأمطار بشكل غزير ورعدي، قد تصل لحد السيول في منطقة سيناء (شمال شرقي البلاد). وأشار سعودي إلى أن "الطقس غير المستقر سيتواصل حتى مساء السبت المقبل، قبل أن يبدأ في التحسن تدريجياً، مع صباح الأحد المقبل". وفي سوريا، قالت المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرتها، صباح اليوم الخميس: إن انخفاضاً تدريجياً سيطرأ على درجات الحرارة مع استمرار هطول زخات رعدية من المطر في أغلب المناطق وتكون ثلجية على المرتفعات الجبلية وتزداد الفعالية خلال ساعات الظهيرة والمساء لتصبح الهطولات ثلجية في مختلف المناطق، بحسب ما نقلت عنها وكالة أنباء النظام (سانا). في الوقت الذي لقي 3 أطفال سوريين مصرعهم، اليوم الخميس، جراء اندلاع حريق بإحدى خيم النازحين السوريين في شمال لبنان، ناتج عن مواد التدفئة بسبب العاصفة التي تضرب البلاد. وأفاد شهود عيان، بأن عائلة سورية كانت توقد النار داخل خيمتها، في منطقة بحنين في مدينة طرابلس، شمالي لبنان، لتقي نفسها وأطفالها البرد القارس المرافق للعاصفة الشديدة التي تضرب البلاد. وفي لبنان، قالت مصلحة الأبحاث العلمية: إن المنخفض الجديد الذي يدعى "ويندي"، وصل من أوروبا الشرقية وتركيا ويحمل رياحاً قطبية المنشأ منشؤها غرب روسيا، يتأثر بها شرق المتوسط وتتلاقى مع منخفض جوي آت من وسط البحر المتوسط". أما في الأردن، فتناقصت حركة السير في شوارع البلاد إلى أدنى مستوياتها، بالتزامن مع عطلة رسمية وحالة استنفار حكومي قُبيل هبوب رياح العاصفة الثلجية التي أطلقوا عليها "جنى" والتي توقع خبراء الأرصاد أن يظهر تأثيرها بشكل كبير مع ساعات مساء اليوم عبر زخات من الثلوج. مدير مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن، العقيد عبدالرحمن العموش قال في تصريح صحفي له اليوم: إن "المنظمات العاملة في المخيم عملت على تفعيل خطة الطوارئ المعدة مسبقاً لمواجهة المنخفض الجوي العميق وتفادي أي مشكلة ممكن حدوثها في المخيم". ووجهت الهيئة البحرية الأردنية تحذيرات ملاحية للسفن في خليج العقبة لتبقي محركاتها في حالة تشغيل ومغادرة وإخلاء المنطقة في حال وجود حالة استثنائية تحسباً لأي طارئ بسبب الأحوال الجوية المتوقعة، بحسب ما أكده مصدر في الهيئة البحرية الأردنية. وفي العراق، أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، تأثر البلاد بمنخفض جوي بارد بدءاً من اليوم ولمدة 3 أيام. وقالت الهيئة في بيان، وصلت الأناضول نسخة منه، إن "العراق يتأثر ابتداءً من مساء اليوم الخميس بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة جداً مسبباً تساقط أمطار معتدلة إلى غزيرة على مناطق البلاد الغربية". أما فلسطين، فتعرضت إلى منخفض جوي عميق مصحوب بكتلة هوائية شديدة البرودة، بحسب دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، فيما أطلقت عليها مواقع فلسطينية اسم "الدامون" على اسم موقع قرية فلسطينية مهجرة، شمالي فلسطينالمحتلة. وحذرت الأرصاد من تراكم الثلوج وإغلاق الطرق، وخطر تشكل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، وخطر التزحلق على الطرقات نتيجة تساقط البرد والثلج، وشدة سرعة الرياح، وتدني مدى الرؤيا الأفقية، ومن خطر تشكل التجمد أيام السبت ليلاً حتى صباح يوم الأحد المقبل. كانت الحكومة الفلسطينية أعلنت منذ أمس عن انتهاء الدوام في المؤسسات الحكومية والمدارس عند الساعة 12 من ظهر الخميس، للحفاظ على سلامة المواطنين. وفي الكيان الصهيوني، قالت لوبا السمري، المتحدثة باسم شرطة الاحتلال، في بيان لها، إنهم أنهوا استعدادهم "لحالة الطقس والأجواء الشتوية العاصفة المثلجة أن تصاحبها رياح عاتية وتراكم ثلوج وأجواء ضبابية وكثبان رملية وارتفاع بمنسوب مستوى مياه البحر ودرجات حرارة منخفضة قد تصل الصفر في الجبال، بعد ظهر اليوم الخميس، حتى نهار يوم السبت المقبل". وضربت منطقة شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط، عاصفة ثلجية وترابية، الأسبوع الماضي، أطلق عليها اسم "يوهان"، تسببت في عاصفة ترابية كبيرة ضربت عدة دول. وتأتي العاصفة "يوهان" بعد شهر واحد من العاصفة الثلجية "هدي" التي ضربت المنطقة، وتسببت في موجة برد قارس، أدت إلى وفاة العشرات في عدة دول، وتوقف جزئي للملاحة البحرية والجوية لعدة أيام.