شهد عدد من العواصم الدولية عواصف ثلجية تسببت في تعطيل الدراسة ببعض المدن، اليوم. ففى لبنان كست الثلوج معظم الجبال صباح اليوم الأربعاء، مع وصول العاصفة الثلجية "ألكسا" مساء أمس آتية من روسيا، وربما تطال مناطق قريبة من الساحل ترتفع 400 متر عن سطح البحر خلال الساعات القادمة، بحسب توقعات الأرصاد الجوية اللبنانية, وذلك بالتزامن مع تحذيرات عدة أطلقتها مديريات الدفاع المدني وهيئة الأرصاد بالمملكة. وكان "مدني تبوك" قد حذر في وقت سابق اليوم من تقلبات جوية وهطول أمطار وتساقط الثلوج على مرتفعات المنطقة مصحوبة بانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، إضافة إلى رياح نشطة تحد من مدى الرؤية الأفقية ابتداء من يوم غد الخميس، كما حذر مدني الشرقية من موجة شتوية باردة، يصحبها انخفاض تدريجي في درجات الحرارة مصحوبة برياحٍ نشطة السرعة تحدّ من مدى الرؤية الأفقية مع هطول أمطارٍ متفرقة على محافظات المنطقة خلال الأيام القادمة، بمشيئة الله.
وأهاب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بالباحة بالجميع أخذ الحيطة والحذر من التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة والابتعاد عن الأودية ومجاري السيول، واتباع تعليمات وإرشادات، وبدورها حذرت المديرية العامة للدفاع المدني تحذر سكان مناطق تبوك، الجوف، الحدود الشمالية، وحائل، حتى منطقة القصيم، من تأثرها بكتلة هوائية شديدة البرودة، ابتداءً من يوم غد الخميس، تصل معها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي.
وفي سياق آخر شلّت العاصفة التي يتأهب لها اللبنانيون، منذ الأسبوع الماضى، الحركة في طرقات العاصمة بيروت التي تشهد هطولاً للأمطار، من المتوقع أن تشتد غزارتها، وستكون مصحوبة برياح شديدة وبرد قارس.
وأغلقت المدارس أبوابها بعد قرار وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وقف الدراسة اليوم بسبب العاصفة، فيما فضّل معظم اللبنانيين المكوث في منازلهم بعد التحذيرات المتتالية التي أطلقتها قوى الأمن الداخلى والوزارات المعنية.
وقطعت الثلوج طريق "ضهر البيدر" الذي يربط لبنان وسوريا، وعددا آخر من الطرقات في جبال لبنان وفى البقاع شرقا، ومناطق شمالية فيما تعذّر السير في طرق أخرى إلا بسيارات مزودة بسلاسل حديدية.
وبدا اللاجئون السوريون في لبنان الذين تخطى عددهم ال835 ألفاً، الحلقة الأضعف في هذه العاصفة، باعتبار أن معظمهم يعيش في خيام عشوائية، منتشرة في المناطق الجبلية الحدودية، وتفتقر للحد الأدنى من مقومات العيش، حيث غطت الثلوج هذه الخيام وجرفت الأمطار عددا منها.
وتستمر العاصفة التي تضرب البلدان الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد لبنانوالأردن والكيان الصهيوني وفلسطين، حتى يوم الاثنين المقبل على أن تبلغ ذروتها، مساء اليوم الأربعاء، ويوم غد الخميس.
وفى الأردن قرر رئيس الوزراء الأردنى عبد الله النسور، اليوم تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات الحكومية، غداً الخميس، نظراً للظروف الجوية السيئة السائدة في معظم أنحاء الأردن.
وتتأثر البلاد اليوم الأربعاء، حتى يوم السبت القادم بكتلة هوائية باردة من أصل قطبى مصاحبة لمنخفض جوى يتمركز فوق جزيرة قبرص، بحسب دائرة الأرصاد الجوية الأردنية.
ويبدأ تساقط الثلوج من مساء اليوم ويستمر بفترات متقطعة حتى السبت فوق المرتفعات الجبلية العالية، تمتد خلال الليل إلى المرتفعات التي يزيد ارتفاعها على 900 متر، وتكون الرياح غربية شديدة السرعة، بحسب نفس المصدر.
وفى الوقت نفسه تتعرض مدينة إسطنبول لعاصفة ثلجية قوية، حيث بدأت الثلوج بالتساقط بغزارة الساعة العاشرة من مساء أمس ووصلت سماكة الثلوج في بعض المناطق 25 سم أعاقت حركة المرور في المدينة المزدحمة أصلاً، واستنفرت معها طواقم مكافحة الجليد من أجل منع حدوث أى حوادث تتسبب بإغلاق للطرق، حيث خصصت بلدية إسطنبول لمواجهة العاصفة الثلجية 3 آلاف و320 عاملا و933 مركبة.
واضطرت غزارة الثلوج المنهمرة البارحة على أرضية ملعب "ترك تيليكوم أرينا" حكم المباراة إلى إيقافها بعد نصف ساعة من انطلاق صافرة البداية التي كانت تجمع بين فريقى جلطة سراى التركى ويوفنتوس الإيطالى ضمن منافسات بطولة دورى أبطال أوروبا.
كما تسببت العاصفة الثلجية بحوادث مرورية، وبإعاقة التعليم في عدة ولايات تركية كقيصرى شمال غرب تركيا وريزا وقره بوك على البحر الأسود.
وشهدت المناطق الفلسطينيةالمحتلة منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الأربعاء، هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وبكتلة هوائية باردة، ويتساقط الثلوج في جميع المناطق الجبلية والمرتفعة.
وتتعرض فلسطينالمحتلة لتأثير منخفض جوي قادم من روسيا مصحوب بأمطار غزيرة وثلوج وانخفاض في درجات الحرارة، ويتوقع ازدياد حدته يومي الخميس والجمعة.