يعتقد خبراءُ الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "بتكوم" ببرلين أن الساعات الذكية ستتمكن من إثبات مكانتها في السوق على المدى المتوسط، وستصبح من مفردات الحياة اليومية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وأكد الخبراءُ أنه لا يمكن مقارنة الساعات الذكية بالهواتف الذكية، نظراً لأنها لا تشتمل على مقبس لسماعة الرأس، علاوة على أنها لا تستجيب للتحكم عن طريق الأوامر الصوتية. صُممت الساعات الذكية في الأساس باعتبارها شاشة ثانية للهواتف الذكية، وتكمن ميزتها في أن مرتديها لا يكون مضطراً إلى إخراج الهاتف الذكي من جيبه باستمرار. ويتمكن المستخدم من استعمال الكثير من وظائف الهاتف الذكي عن طريق الساعة الذكية، حيث يمكنه مثلاً التحكم في الأغنيات ومواءمة شدة الصوت أو تقديم وإرجاع الأغنيات بدون أية مشكلات. وتتيح سماعات الرأس اللاسلكية المزودة بتقنية البلوتوث للمستخدم إمكانية استقبال المكالمات الهاتفية أو رفضها، إلا أن المستخدم لا يتمكن من التحدث إلى الساعات الذكية مباشرة أثناء المكالمات الهاتفية. وتتجلى مزايا الساعات الذكية في بعض المواقف؛ حيث يتمكن المستخدم أثناء حضور أحد الاجتماعات من إلقاء نظرة سريعة على الساعة الذكية في معصم يده وقراءة رسالة نصية قصيرة واردة دون أن يلفت الأنظار إليه من خلال إخراج الهاتف الذكي من جيبه والنظر في شاشته الكبيرة، وما يمثله ذلك من سلوك غير لائق في مثل هذه المناسبات. تُسهل الساعات من استعمال أنظمة الملاحة، فبدلاً من النظر في شاشة الهاتف الذكي باستمرار، يمكن أن يظهر سهم الانعطاف إلى اليمين أو اليسار على شاشة الساعة الذكية بشكل أكثر راحة وسهولة. ويمكن للمستخدم تزويد الساعات الذكية بوظائف إضافية عن طريق التطبيقات بشكل لاحق، وبشكل أساسي تتوافر الكثير من التطبيقات للساعات الذكية، التي تعمل مع نظام جوجل آندرويد مقارنة بساعة أبل. وتزخر متاجر الإلكترونيات حالياً بالعديد من الساعات الذكية من إنتاج الشركات العالمية المختلفة، مثل الإصدارات المختلفة من ساعة سامسونج جالاكسي Gear، وكذلك سوني Smartwatch 3 أو ساعة إل جي G Watch R أو موديل موتورولا Moto 360، التي تمتاز بلوحة الأرقام التقليدية. وهناك الكثير من الساعات الذكية لم توفر مزايا إضافية باعتبارها شاشة ثانية؛ نظراً لأن شركات الإلكترونيات العالمية لم تتمكن حتى الآن من تطوير بطاريات بفترة تشغيل معقولة للساعات الذكية. ويرجع سبب ذلك إلى أنه لا يمكن تركيب بطاريات كبيرة في الجسم الصغير للساعات الذكية. لا تزال هناك بعض التحديات تواجه الساعات الذكية فيما يتعلق بالتصميم والتقنيات المستعملة؛ نظراً لأنه من الصعب حالياً تطوير أجهزة جديدة تجمع بين التصميم الجذاب وبطاريات تتمتع بفترة تشغيل طويلة. تعتبر البطارية هي المشكلة الأكبر في تطوير الساعات الذكية. ونظراً لأن هذه التقنيات القابلة للارتداء يجب أن تتمتع بتصميم جذاب، فإن الكثير من الشركات المنتجة قد ابتعدت عن طرح موديلاتها بأحجام كبيرة. ومن عواقب ذلك أن الساعات غير المشحونة جيداً سرعان ما تثير إزعاج المستخدم، على غرار ما يحدث مع الهواتف الذكية. وبينما يتمكن المستخدم من شحن الهواتف الذكية أثناء العمل، إلا أنه يتعين عليه خلع الساعة الذكية من معصمه، كي يتم شحنها. ونظراً لاختلاف تقنيات الشحن بين موديلات الساعات الذكية، فإنه قد يكون من الصعوبة العثور على شاحن بديل للساعة الذكية، إذا نسي المستخدم الشاحنَ الخاص به عند الانطلاق في العطلات أو الإجازات. ولذلك أوضح الخبراء أنه من الأمور المهمة توحيد تقنيات الشحن مستقبلاً.