معظم البشر يطمحون إلى تطوير حياتهم للأفضل، في جميع مجالات الحياة الشخصية والمهنية، ويسلكون في سبيل تحقيق هذه الغاية مسالك شتى، وفق اهتماماتهم وميولهم، يتكبد الجاد منهم خسائر مالية طمعاً في تحقيق مكاسب أعلى من ما بذله، بينما يكتفي آخرون بمجرد الأماني وينتظرون الفرصة تمثل أمامهم. فمنهم من يرى بأن حضور الدورات التدريبية – التخصصية والعامة – سبيلاً لتحقيق غاياته، ويجتهد في البحث عن ما يخدم مجاله، والمدرب المتمكن الذي له شهرته حتى لو كلفه ذلك الكثير، إلا أنه يمضي السنوات تلو الأخرى وهو لم يحقق نجاحاته التي ينشدها. ويؤيد ذلك المعايير العالمية التي تُشير إلى أن نسبة من يتغيرون كليّاً بعد حضور الدورات التدريبية 4%، بينما من يتغيرون جزئياً فهم يشكلون 20%. فهل هؤلاء المدربون – كما يقال – ” بياعين كلام” ؟ بينما يسلك البعض مسلكاً آخر؛ فيعكف على القراءة والاطلاع في المجال الذي يريده متمثلاً قول المتنبي : “وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزّمانِ كِتابُ” ويتنقل من كتاب لآخر محاولاً جمع خبرات قلّ أن يجدها إلا في بطون الكتب، فهي عصارة خبرات وبحث جُمعت في ثنايا تلك الصفحات، ومع ما جمع من معلومات وتشرّب من تلك المؤلفات لم يصل إلى أهدافه. فهل هؤلاء المؤلفون” بياعين كلام أيضا ” ؟ ويتجه آخرون إلى مصاحبة أهل الخبرة ومجالسة أهل العلم ومخالطتهم لينهلوا من معين خبراتهم علهم يجدوا الطريق الصحيح فيسلكوه. فهل هؤلاء لا يرشدونا للصواب كي لا ننافسهم أم أنهم ” بياعين كلام !!! ” كسابقيهم لتبقى الساحة لهم. وربما يتجه البعض لقراءة المقالات وبعض ما يكتب هنا وهناك ليساعده ذلك في الحصول على كبسولة يتناولها ، وبين غمضة عين وانتباهها يجد أمانيه ماثلة أمام عينيه!!! يا صديقي: مفتاح محركك بيدك، والمدرب والمؤلف والخبير يرشدوك للطريقة التي تعبر بها نحو الهدف، لتصل بأقصر الطرق وأقلها تكلفة، فإن لم تصحب ذلك بإرادة جازمة للتغيير، وتطبق ما تعلمته، وتضع خطتك الخاصة، فسيبقى ما تعلمته مجرد معلومات وثقافة تملأ بها المجالس، ولا تنتظر أكثر من ذلك. يسرني تواصلكم @m2025a