انتشر في أوساط الطلاب بمرحلة بداية الشباب خلال السنوات الأخيرة عادة خطيرة، يطلقون عليها (التشفيط) هي في حقيقتها نوع من الإدمان القاتل؛ وهو استنشاق بعض السوائل والمذيبات الكيماوية سعياً وراء نشوة التخدير المُرضية. وللأسف فإن معظم هذه المركبات غير خاضعة للرقابة القانونية، ويسهل الحصول عليها، ومن أشهر هذه المركبات الغراء والأسيتون وغازات العبوات البخاخة، وغازات الولاعات وبعض المركبات المزيلة للرائحة، ومذيبات الدهانات المختلفة مثل التينر، وبعض مذيبات الصمغ والورنيش وبعض المنظفات المذيبة للدسم. وحذر استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب، الدكتور خالد النمر، من تجريب تلك المستحضرات ولو لمرة واحدة قائلاً: "تحذير للمراهقين: تشفيط الغراء أو غاز الولاعات يثبط نبضات القلب وما هو "مرة وتعدي"، فقد يكون ثمنه غالياً جداً.. حياتك". وكلنا يعرف الدور الهام الذي يؤديه الأوكسجين في الحفاظ على الحياة واستمرارها، والذي يحدث عند استنشاق هذه المذيبات أن أبخرتها تحل محل الأكسجين بنسبة عالية، ويؤدي استنشاق الأبخرة السامة إلى دوار شديد ينجم عن نقص الأوكسجين في الدم، وبالتالي نقص تروية الخلايا الدماغية بكمية كافية من الأوكسجين، وإذا طالت مدة استنشاق الأبخرة تنتهي الحالة بالموت بسبب الاختناق. ولثمن هذه المركبات البخس وسهولة الحصول عليها الأثر الكبير في انتشارها بين الفتيان ويبدو من متابعة الإحصاءات العلمية، أن أكثر المدمنين هم من الصبية الذين لم تتجاوز أعمارهم 16 سنة؛ وينتمون إلى مختلف الطبقات الاجتماعية، ويتركز ذلك خاصة في أطفال العائلات الفقيرة والمتفككة وغير المتزنة.