مع اقتراب موسم الاختبارات تزداد المعاناة والأوقات العصيبة على أولياء الأمور قبل أبنائهم، خاصة في ظل حرص كل الآباء والأمهات على تفوق أبنائهما، وتحفيزهم بكافة الطرق لتحصيل أعلى الدرجات، ما يحتمل أن ينعكس بالسلب على أولياء الأمور؛ نظراً للتخوف الزائد عليهم. وهنا نقدم بعض الإرشادات التي يجب أن يتبعها أولياء الأمور مع أبنائهم قبل وأثناء الاختبارات، ونصائح أخرى خاصة بالطلاب أنفسهم، يجب أن يتبعوها حتى يضمنوا أن يبدءوا اختباراتهم وهم صحيحو العقول والأبدان سنعرضها كالآتي: أولاً: على أولياء أمور الطلاب والطالبات التقيد ب: - عدم الضغط على أبنائهم وبناتهم أثناء الاختبارات بأي مواضيع جانبية سوى دراستهم، وتوفير الجو الهادئ والمناسب لهم؛ ليتمكنوا من المذاكرة والاستيعاب بشكل جيد. - أن يعلموا أن القراءة السليمة أو الصحية تحتاج إلى بعض الشروط الأساسية من أجل راحة العينين، وتجنب الشعور بالإجهاد ومنها: توفير الإضاءة الجيدة لمكان المذاكرة، والتهوية الجيدة للمكان، ويجب الانتباه إلى أن الإضاءة المناسبة للقراءة، إما أن تكون بواسطة ضوء النهار الطبيعي، أو باستخدام ضوء صناعي ويفضل مصباح "الفلورسنت"، ويراعى أن تكون الإضاءة من الخلف، وعلى يمين القارئ إذا كانت الكتابة باللغة العربية، أو أن تكون الإضاءة من الخلف وعلى يسار القارئ إذا كانت الكتابة باللغة الإنجليزية، وفائدة ذلك تجنب انعكاس الأشعة الساقطة على الكتاب أن ترتد إلى العين؛ مما يؤدي لحدوث "زغللة" بالعين، واحتقان شديد بالملتحمة بعد فترة من القراءة. ثانياً: نصائح لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات داخل قاعة الاختبار التقيد أيضاً بالآتي: البدء بقراءة الفاتحة قبل تسلم ورقة الأسئلة. ثم قراءة الأسئلة كاملة بتأنٍ. الإجابة بطريقة منظمة، وعلى السؤال الأسهل أولاً. عدم الارتباك عند وجود سؤال صعب، وتأجيله لآخر الامتحان. عند البدء في حل السؤال قراءة الدعاء: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً"، أو أي دعاء من الأدعية المأثورة. الانتباه إلى تقسيم وقت الإجابة على عدد الأسئلة؛ حتى لا يزيد إجابة سؤال عن الوقت المحدد له. ثالثاً: علِّم ابنك اللجوء إلى الله تعالى بالرخاء والشدة، فأداء الواجبات الشرعية في أوقاتها، والبعد عن المحرمات، يكون في وقت الرخاء، كما يكون في وقت الشدة، ولا يجوز أن يربط ذلك بالامتحانات أو غيرها، فهدف العبادات الوصول إلى رضا الله (جل وعلا) والبعد عن مخالفة أمره، وليس هدفها النجاح الدنيوي، وقد ورد عن نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) قوله: "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة". رابعاً: يُحمد كثير من الآباء على منعه لوسائل اللهو والعبث المحرم عن أبنائه أثناء الامتحانات، كما يحمد على حرصه على أداء ابنه للصلوات مع الجماعة، وارتباطه بالمسجد، وما أجمل أن يكون هذا مستمراً، فإن عبادة الله وتقواه وطاعته ليس لها زمن معين فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)؛ أي استمروا على طاعة الله حتى يأتيكم الموت وأنتم على هذه الطاعة فتفوزوا وتسعدوا. خامساً: وقت الامتحانات هو وقت تكوين الصداقات لا سيما المشبوهة، فحاول أن ترتبط بابنك خلالها أكثر من أي وقت مضى، وليكن لك أيها الأب الموفق جولات متفرقة تمر بها على أبنائك تشجعهم، وتتلطف معهم، وتمازحهم، وتشجعهم على الصدق، وإن عجزت فلا أقل من الحرص على معرفة من يصادق، ولا تنسَ أن الصاحب ساحب. سادساً: يجب أن ترضى بنتيجة ابنك أياً كانت، فإن تفوق فبفضل الله ومنته، وإن أخفق فبقضاء الله وقدره، وحاول بعد ذلك أن تشجعه على الاستمرار بالتفوق، وتشجيعه دون توبيخ على تجاوز الإخفاق. سابعاً: يوجد بين الناس فوارق فردية؛ ولذلك يجب على الآباء عدم مقارنة أبنائهم بعضهم ببعض. ثامناً: الحرص على الجوانب الإيجابية عند الابن، والثناء على جهده الدراسي، وتقوية عزيمته، وتوجيهه نحو عبادة التوكل على الله، ومعناها أن يبذل الأسباب الشرعية والعقلية، ويعلق النتائج على الله سبحانه. تاسعاً: عدم الضغط على الابن أو تحمليه فوق طاقته، فإن المُثْبت علمياً أن القلق والتوتر يقودان ابنك للتشتت، والنسيان، والارتباك، فحاول أن تقلل هذا القلق في نفسك، واحرص على تقليله في ابنك، وأهل بيتك. وأخيراً: ليحرص كل أب على ترسيخ فكرة أن الامتحانات ليست إلا إحدى محطات الحياة في أذهان أبنائه؛ لتخفيف توترهم، وبث الطمأنينة في نفوسهم.