أكد الكاتب فاضل العماني، أن التعليم هو الرقم الصعب في مسيرة الوطن، الذي يصنع تحولاً نهضوياً وتنموياً مذهلاً، ويُثبّت بوصلة/ رؤية واعدة لمستقبل مشرق. وقال في مقال نشره بصحيفة "الرياض"، إن الكتابة عن التعليم الوطني، وواقعه وتحدياته وآماله، "تحتاج للكثير من المساحات والفضاءات والقناعات، وهي أكبر بكثير من مجرد مقال هنا أو تقرير هناك". مشيرا إلى أربع نقاط/ محاور رأى أنها تستحق أن "يُكثّف عليها الضوء، لما لها من قيمة وأهمية وخطورة وتأثير في نجاح تعليمنا الوطني". عن المحور الأول قال الكاتب: "هو ضرورة وجود قناعة راسخة من قبل كل أطراف العملية التعليمية، بأن التعليم هو القاطرة الحقيقية التي ستقودنا بسرعة وثبات وثقة إلى التقدم والتطور والازدهار. والتعليم ليس مجرد وسيلة للظفر بشهادة تمنح حاملها فرصة للحصول على وظيفة، هذا إن وجدت طبعاً، بل هو «القيمة الكبرى» التي تستحق الفخر". أما عن المحور الثاني فيرى أنه "المعلم الذي يُكمل الأضلاع الأربعة في «مربع التعليم» وهي الطالب والمنهج، والمبنى المدرسي والمعلم. لقد حان الوقت، أكثر من أي وقت مضى، لتحرير المعلم من كل تلك الأعباء والمسؤوليات والأدوار التي تُعيقه عن تحقيق رسالته المقدسة، وهي صنع الشخصية المتكاملة للنشء والشباب. حصص نشاط ومناوبات مرهقة ودفاتر تحضير وأعداد كبيرة من الطلاب، وتعبئة نماذج واستمارات لا حصر لها والكثير الكثير من الأعباء". وفي ما يخص المحور الثالث، قال إنه: "الطالب الذي يُمثّل «حجر الزاوية» في العملية التعليمية، بل والهدف المنشود لكل خطط وإستراتيجيات وطموحات الوطن. الطالب الآن، يختلف كثيراً عن تلك الحقب والظروف والإمكانات السابقة، فهو الآن أكثر قرباً وتفاعلاً وممارسة لوسائل التقنية الحديثة، ومواقع وشبكات الإنترنت الواسعة، والتي آن لها أن تُؤنسَن في مدارسنا لتتناسب مع عقلية وقدرة ومزاج الطالب الحديث". وأخيرا تناول في المحور الرابع، المنهج الدراسي وكتب "مناهجنا الدراسية، رغم كل ما طرأ عليه من تغيير وتعديل وغربلة، إلا أنها مازالت تقليدية ونمطية وتلقينية. التعليم الإلكتروني الذي تُمارسه بصدق وفاعلية الدول المتقدمة عالمياً في قطاع التعليم، لم يعد مجرد تجربة نستأنس بتطبيق بعض بنودها وفصولها، لكنه بحاجة ضرورية لأن يكون هو «الخيار الأول» في تعليمنا، فضلاً عن قناعة المعلمين وقادة التعليم في وطننا العزيز". وختم الكاتب العماني مقاله بقوله: "التعليم الجيد هو من حقق التقدم والتطور والازدهار لكل الأمم والشعوب والمجتمعات، لذا آن له أن يكون في صدارة «الباقة الذهبية» التي ستُحقق رؤية هذا الوطن".