تطوير المناهج التعليمية وتحديثها توصية نسمعها في كل المحافل العلمية والثقافية الوطنية وتكاد تكون هدفاً مكرراً في توصيات اللقاءات الوطنية للحوار الفكري التي سبق وأعدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وكلما أقبل عام دراسي جديد كلما تطلعنا إلى تفعيل هذا التطوير بشكل واضح، بحيث يزيح عن صدور طلابنا وطالباتنا ذلك العبء الثقيل من المعارف المكررة في كل مرحلة دراسية جديدة. وعلى الرغم من قناعة كثير من المعلمين والمعلمات بضرورة غربلة وتطوير المناهج إلا أنهم لا يحركون ساكناً في تفعيل دور التعليم الإثرائي والتركيز فيه على المعلومات والمهارات اللامنهجية والتركيز على تعليم التفكير وهذه أيضاً من توصيات مركز الحوار الوطني. وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً للقارئ الكريم تجد على سبيل المثال المعلمة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة في المنهج المتضخم معلوماتياً سواءً كان علمياً أو أدبياً أو طبيعياً إلا وتطالب بها تلميذاتها في الاختبار بل إن بعضهن يضعن معلومات أخرى للمادة كنوع من إثراء المعلومة ولا تأخذ في الاعتبار أن الطالبة تدرس ما يزيد عن خمس عشرة مادة ناهيك عن جداول الاختبارات والمدة المحددة لها والتي في الغالب لا تزيد عن أسبوعين. فقد تلقيت رسالة من عدد من طالبات الصف الأول ثانوي يطالبن فيها معلماتهن بعمل ملخصات لبعض مقررات تلك المرحلة خاصة البلاغة والأدب والفقه والفيزياء، وقد طلبن من مديرة المدرسة توجيه المعلمات بذلك إلا أنها أخبرتهن بتعذر ذلك لأنه ليس من صلاحيات المعلمات أو الإدارة القيام بهذه الخطوة وأن الموجهة فقط هي صاحبة القرار كما أن أسئلة الاختبارات قد تأتي خارجية. لذلك عليهن الالتزام بدراسة المقرر من الغلاف إلى الغلاف! ضمن هذه الأجواء الدراسية المضغوطة لا يجب أن نتساءل لماذا يقلق طلابنا خلال الاختبارات! ولماذا تكثر حالات الإخفاق الدراسي! بل تتزايد حالات الإغماء بين صفوف المراحل الثانوية! ولماذا تخرج مدارسنا أجيالاً غير قادرة على التفكير أو الحوار! ولا أرى مخرجاً نفسياً لطلابنا وطالباتنا في ظل اللوائح والأنظمة الجامدة، والبطء الغريب في تطوير المناهج إلا أن تمدد فترة الاختبارات إلى أكثر من أسبوعين بحيث لا يقرر على جميع الطلاب ولمختلف المراحل إلا اختبار مقرر واحد فقط في اليوم وهذا أيسر الحلول التي لن تضر بالسنة الدراسية الطويلة جداً جداً. [email protected]