كشفت مصادر عراقية عن أن هناك محاولات إيرانية حثيثة لإفشال موجة المظاهرات المندلعة حاليا في العراق، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية والخدمية في البلاد. وأكدت المصادر وفقا ل"العربية نت" أن إيران عملت على إدخال ميليشيات تابعة لها في صفوف المتظاهرين بملابس مدنية، مبينة أن هناك دورات تدريبية تقيمها ميليشيات بدر في معسكراتها بمحافظات البصرة وكربلاء والنجف. وأوضحت المصادر "أن هناك توجيهات من قيادة الميليشيات لأتباعها باختراق التظاهرات، خاصة بعد أن وجه المحتجون شعاراتهم في محافظتي البصرة وميسان ضد إيران ب"إيران برا برا، ميسان تبقى حرة" و"إيران برا برا بصرة تبقى حرة". وتتواصل الاحتجاجات الشعبية في العراق المنددة بسوء الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات المقدمة للمواطنين، منذ عدة أيام، وذلك في ظل ارتفاع بأعداد ضحايا تلك الاحتجاجات ووصولهم لأكثر من 11 قتيلاً على الأقل. وخرج مئات العراقيين على مدار الأيام الماضية، في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، بتظاهرات احتجاجية اعتراضا على سوء الخدمات الأساسية، وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عاما على تغيير نظام صدام حسين، وتسلم الأحزاب الشيعية الموالية لإيران السلطة في العراق. وبينما حاول بعض المتظاهرين اقتحام مكاتب أحزاب في مدن الجنوب، التي تسكنها غالبية شيعية، قامت حراس تلك المقرات بإطلاق الرصاص الحي عليهم وقد تم قتل عدد من المتظاهرين. ووفقا ل"علاء الميالي – أحد المحتجين من أهالي محافظة النجف" فإن حراس فرع منظمة بدر المقربة من إيران فتحوا نيران أسلحتهم على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل أحد المحتجين. وبيّن أن المتظاهرين كانوا قد رشقوا مقر ميليشيات بدر التي يقودها هادي العامري بالحجارة، ورفعوا شعارات منددة بالسياسات الإيرانية في العراق. كما ذكر شهود عيان في محافظة البصرة، أن تظاهرات يوم أمس الجمعة أخذت منحى آخر في المحافظة، بعد تدخل قوات الرد السريع الذين أطلقوا النيران على المحتجين في منطقة "كرمة علي" مساء أمس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مسلحة في نواحي الأطراف بالمحافظة.