خرجت تظاهرات في كربلاء تردد هتافات ضد ما سماه المشاركون التدخل الإيراني في العراق وضد قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وشدد المتظاهرون على ضرورة أن يتوحد العراقيون بمختلف مكوناتهم لمواجهة الأزمات التي تجابه بلادهم. ونشر موقع رووداو الإلكتروني، الذي يتخذ من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي مقرا له، شريط فيديو لاحتجاجات كربلاء ذات الغالبية الشيعية. وتظهر اللقطات المصورة مئات الأشخاص الغاضبين يرفعون أعلام العراق، ويرددون شعارات مناهضة لإيران وسياستها التي تعتمد على نشر الفوضى ودعم الميليشيات المسلحة. ومن الشعارات الغاضبة التي رددها المحتجون (السفاح الإيراني) و(الإرهاب الإيراني). وقال الموقع «إن الجماهير الكربلائية الغاضبة تظاهرت أيضا أمام مكاتب الأحزاب منددة بفشلها وبالفساد المستشري في البلد». وتأتي التظاهرات بكربلاء ضمن سلسلة تظاهرات شهدتها محافظات عدة بجنوب العراق، وتطالب بتحقيق إصلاحات عامة وتشكيل حكومة خبراء مستقلين وإنهاء ما دعوها هيمنة الأحزاب الدينية على مؤسسات الدولة. وشهد عدد من محافظات الوسط والجنوب ( ميسان، البصرة، النجف، بابل، والكوفة ) عقب موعد الإقطار هجمات قام بها عدد من المتظاهرين على مكاتب الأحزاب، والقوى السياسية، (حزب الدعوة، الفضيلة، المجلس الأعلى، منظمة بدر، عصائب أهل الحق) وكان آخرها على مقر حزب الدعوة في النجف – الليلة قبل الماضية – فأسفر عن جرح أربعة أشخاص بسبب المواجهة بين المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام المقر وبين حراسه. وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي من حشود كبيرة وهم يهاجمون صورا للخميني والمرشد الأعلى في ايران علي خامنئي. وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مما وصفها التصرفات المتهورة والأعمال الإجرامية التي تستهدف أي مؤسسة عامة أو مكتب كيان سياسي، وتوعد في بيان له بالوقوف بقوة وحزم لردع المتجاوزين على النظام وأرواح الأبرياء، على حد وصفه. وبينما اتهم العبادي من سماها جهات مجهولة بحرق مقرات ومكاتب الكتل السياسية تحت غطاء التظاهرات دعا القوى السياسية في اشارة للتيار الصدري الى شجب هذه الافعال، واستنكارها، ووصف رئيس الوزراء السابق والأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي مهاجمة مقار الأحزاب بأنها اعتداءات آثمة قامت بها مجموعات شغب. وأشار في بيان له إلى أن هذه المجموعات أعادت إلى أذهان العراقيين ما كانت تقوم به «عصابات الحرس الجمهوري وفدائيو صدام إبان الحقبة البعثية المظلمة». وعقد ممثلو القوى الأحزاب الشيعية في محافظة ميسان اجتماعا لهم ضم كلا ً من ممثلي «منظمة بدر، حزب الدعوة – المقر العام – حركة الجهاد والبناء، المجلس الأعلى، حزب الدعوة – تنظيم العراق، عصائب أهل الحق، أنصار الله الاوفياء، سرايا الخراساني، تيار الاصلاح، كتائب حزب الله، كتائب الامام علي، حركة النجباء، وجند الامام». وقد اصدر المجتمعون بيانا دعوا فيه كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري تحديد موقفها خلال 24 ساعة حيال المتظاهرين والمشاغبين. واعطوا مهلة 24 ساعة لمحافظ ميسان وقائد شرطة المحافظة لاعتقال المشاغبين، وبخلافه سيتم التصويت على اقالتهم.كما تم الاتفاق على تشكيل جبهة موحدة لمقاتلة الخارجين على القانون ولحفظ امن المحافظة.