قدم جميع أساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في تشيلي، وعددهم 34 أسقفاً، استقالة جماعية للبابا فرنسيس، بسبب فضائح اعتداءات جنسية على أطفال والتستر عليها. وطلب الأساقفة العفو من الضحايا والكنيسة على "الأخطاء الجسيمة" التي ارتكبوها في رسالة وجهوها للبابا، بعد محادثات دامت ثلاثة أيام في الفاتيكان، عرض عليهم فيها البابا وثيقة من 10 صفحات تتهم المسؤولين في كنيسة تشيلي بالتهاون في قضايا الاعتداءات الجنسية. وجاء في رسالة الأساقفة، أن مستقبل كل واحد منهم بين يدي البابا، وإذا لم يقبل استقالاتهم، فإنهم سيواصلون "أداء مهامهم الكنسية"، وقالوا "نريد بالتعاون مع البابا إحقاق العدالة والمساهمة في إصلاح الضرر الذي وقع". ويتهم الأسقف، خوان باروس، الذي عينه البابا فرنسيس منذ ثلاثة أعوام، باستغلال منصبه في الكنيسة الكاثوليكية لمحاولة عرقلة التحقيق في سلوك القس الكاثوليكي فرناندو كاراديما. ويعد "كاراديما" واحداً من القساوسة البارزين، وقد أدانه الفاتيكان بالاعتداء جنسياً على أطفال، وحكم عليه بالتكفير عن الذنوب. وسبق للأسقف باروس أن قدم استقالته للبابا أكثر من مرة، ورفض البابا طلبه في كل مرة لأنه كان يعتبره بريئاً من الاتهامات التي وجهت له، ولكن يتوقع أن يقبل استقالته هذه المرة، وكان ثلاثة أساقفة قدموا استقالاتهم الخميس قبل رسالة الاستقالة الجماعية. ورفعت أسقفية رانكاغوا في تشيلي شكوى ضد كاهن متهم بسلوك جنسي غير لائق حيال إحدى بنات الرعية. وقال رئيس الأساقفة أليخاندرو غويك في بيان له: "رفعنا شكوى إلى مدعي سانتا كروز، مع المعلومات التي قدمتها قناة 13 عن لويس روبيو". واتهمت إليزا فرنانديز من مدينة باريدونيس، الكاهن لويس روبيو (54 عاماً) بأنه أرسل لها صوراً مخلة في سبتمبر 2017، كما كشف ذلك تحقيق بث على شبكة قناة 13. وتلقت الفتاة هذه الصور على حساب أنشأته في موقع فيسبوك، معرفة عن نفسها بأنها قاصر في السادسة عشرة من عمرها، للحصول على أدلة عن سلوك جنسي غير ملائم لروبيو وكهنة آخرين منذ سنتين على الأقل. وأعلنت فرنانديز، التي كانت عضواً ناشطاً في الرعية طوال 14 عاماً، أن روبيو و17 كاهناً آخر كانوا أعضاء في مجموعة يتسم سلوكهم الجنسي الفاضح وكانوا يتحدثون فيها عن رغباتهم الجنسية. وتؤكد الفتاة أنها أبلغت أسقفية غويك بهذه الإساءات في 2017، لكن الأسقفية لم تعمد إلى إجراء أي تحقيق. وقال غويك: "أطلب المعذرة عن تصرفي في هذه القضية. أعترف بأني استقبلت هذه الشابة التي تظهر في التحقيق، وبأني تصرفت بعد ذلك من دون المرونة اللازمة". وقبل أيام من بث التحقيق، أبلغ الكاهن روبيو رؤساءه ب "تصرفه غير الملائم". وأوقف مؤقتاً عن ممارسة مهامه.