يبدو أن شبح الحرائق بمستشفيات جازان الذي سجل نحو 16 حريقاً خلال ثلاثة أعوام، قرر الانتقال إلى مدارس التعليم، إذ بلغ عدد حوادث الحرائق المسجلة فيها نحو 11 حادثاً، معظمهما في محافظة أبوعريش، الأمر الذي بات مصدراً لقلق الجهات التعليمية وأولياء الأمور على حد سواء، ويشير إلى مشكلة حقيقية خصوصاً في مدارس محافظة أبوعريش. وشكلت التماسات الكهربائية أبرز أسباب حرائق المدارس، إلى جانب غلايات الطبخ والقلي في المقاصف، مما نتج عنها انبعاثات الأدخنة، وإصابات بين منسوبات المدارس من طالبات ومعلمات بالهلع والذعر والإغماءات. وتصدرت مدارس محافظة أبوعريش المرتبة الأولى التي شملتها الحرائق في السنوات الأربع الأخيرة، إذ شملت الحرائق مدارس السادلية بأبوعريش مرتين، والثانوية الثالثة، والمدرسة الابتدائية والمتوسطة السابعة، وثانوية موسى بن نصير، ومتوسطة أجياد الأهلية، وزبارة رشيد للبنات مرتين، لتنتقل العدوى إلى مبنى تعليم جازان المتمثل بصالة الاجتماعات، وصولا إلى مدرسة الحجفار بصامطة. وأبدى عدد من أولياء أمور الطالبات تذمرهم من استمرار الحرائق في مدارس البنات على وجه الخصوص، مشيرين إلى أنه على الرغم من وجود مبان حكومية، إلا أنها تعاني من اشتراطات الأمن والسلامة، وتكدس الطالبات بالفصول، وضعف الصيانة الدورية وعدم وجود عقود لها، مطالبين مسؤولي التعليم بضرورة معالجة السلبيات، وتلافي الأخطاء المتكررة لاشتعال الحرائق بالمدارس التي دخلت في منافسة مع مستشفيات المنطقة إن لم تتفوق عليها. ووفقاً ل "الوطن" فقد أكد بعض مسؤولي التعليم في جازان أن أسباب الحرائق تتمثل غالبا في التماسات الكهربائية بالمدارس، إلى جانب غلايات الطبخ وخصوصا ما حدث في مدرسة زبارة رشيد، مشيرا إلى أنه يتم تطبيق خطط الإخلاء بالمدارس، والتعامل مع الحرائق بقدرة فائقة، والعمل على تلافيها مستقبلاً. ومن جانبها فقد نفذت إدارة تعليم منطقة جازان ممثلة في إدارة الأمن والسلامة برنامج المهارات الأساسية في إعداد ممارس أمن وسلامة، الذي يستهدف تطوير مهارات منسقي الأمن والسلامة في المدارس بإشراف مباشر من إدارة الأمن والسلامة المدرسية بوزارة التعليم، بالتعاون مع شركة تطوير للخدمات التعليمية نفذها المدرب المعتمد عبداللطيف زكري ومشرفو الأمن والسلامة بتعليم صبيا أسامة سهلي، وحسن جعفري، وبمشاركة أكثر من 40 من مشرفي ورؤساء الوحدات ومنسقي الأمن والسلامة المدرسية بمدارس تعليم جازان.