تشير الإحصاءات إلى أن 250 ألف طفل توحدي في السعودية عام 2012م، ثم قفز الرقم إلى 500 ألف حالة عام 2017م، حسب ما نُشر في موقع العربية نت، وما بين 1500 إلى 2000 حالة يعالجون خارج السعودية على حسابهم الشخصي! بالأمس دُعيت من قِبَل سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل، رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، لحضور الملتقى الإعلامي مستقبل التوحدي والذي نظمته الجمعية مشكورة، وقد حضره نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمختصين، وبالمصادفة أن الذي استقبلني أمام باب القاعة شاب أخذ بياناتي وتحاور معي، ثم أتفاجئ خلال الملتقى بصعوده على المنصة ليخبرنا أنه شاب من ذوي التوحد حصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود! إنه الشاب الموهوب أحمد المكينزي الذي قُبل في الجامعة بعد شفاعات، عرفت حينها أن الإشكال فينا وليس فيهم، لأنهم جاهزون للاندماج ولكن المجتمع في بعض الأحيان غير جاهز وعياً وثقافةً للاندماج معهم! ذوو الاحتياجات الخاصة رددوا مراراً وتكراراً لا نريد عطفاً ولا شفقةً بل نريد حقوقنا فقط. نعم يريدون حقوقهم في العلاج والتأهيل. يريدون حقوقهم في التعلم والتحصيل العلمي. يريدون حقوقهم في قبول مَن يؤهل منهم في جامعاتنا السعودية أسوة بأحمد بدون شفاعات ولا وساطات. يريدون من الإعلام تكثيف البرامج التثقيفية للمجتمع. يريدون… ويريدون… ولكن هل الجهات الحكومية ذات العلاقة كوزارة العمل والتنمية الاجتماعية والصحة والتعليم تعي ما يريدون! خرجت من الملتقى وأنا أتساءل: هل سأرى في القريب مركزاً متخصصاً حكومياً به أحدث الأجهزة وأفضل الأخصائيين للتوحد في ثلاث مدن رئيسية على الأقل؟ جيلاني بن شايق الشمراني مستشار إعلامي ومهتم بالعمل التطوعي