أفاد مصدر أمني في مدينة الحديدة شرقي اليمن، بأن مسلحي الحوثي قاموا بتحويل بعض المعسكرات التي سيطروا عليها مؤخراً إلى مراكز تجنيد وتدريب خاصة بمليشياتهم. وأشار المصدر إلى أن الحوثيين يقومون منذ أيام بعملية استقطاب واسعة للشباب في مديرية باجل شرقي الحديدة، مشيراً إلى أنهم يجندونهم براتب شهري يقارب الستين ألف ريال (300 دولار) للشخص الواحد، وذلك وفقاً لما نشرته "الجزيرة نت". وقال إن المجندين يتلقون دورات تدريبية في معسكر الكمب الواقع في باجل منذ أن سيطروا عليه ضمن مواقع عسكرية ومرافق حيوية، عقب بسط نفوذهم على مدينة الحديدة في 14 أكتوبر/تشرين الأول. وأشار إلى أنه يجري تسليح المجندين وإعادة توزيعهم بزي الجيش اليمني بهدف تعزيز نفوذهم في المناطق والمدن التي سقطت في أيدي الحوثيين. وفي السياق ذاته، أكد أحد سكان بلدة باجل -وامتنع عن ذكر اسمه لدواعٍ أمنية- أن أربعة من أبناء الحي الذي يسكن فيه انخرطوا في هذا المعسكر وجرى توزيعهم الأسبوع الماضي للعمل في قسم شرطة باجل التابع للحوثيين. وقال إن المجندين يملؤون استمارات ويرفقونها بصورهم، لكنه نفى علمه بفحوى هذه الاستمارات وما إذا كان يجري تأهيلهم عسكرياً. وكان المعسكر يحوي مخازن سلاح وذخيرة تابعة للجيش اليمني، وسيطر عليه الحوثيون وأحلوا مسلحيهم مكان الجنود المكلفين بحراسته. وتحدثت الأنباء حينها عن جنود بلباس مدني من اللواء العاشر بمديرية "باجل"، وهو تابع لقوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وبحسب تلك الأنباء فإن هؤلاء الجنود شاركوا في نهب المخزن وتمكين الحوثيين من السيطرة عليه. وقال رئيس تحرير موقع الحديدة نت، بسيم الجناني، إن استخدام الحوثيين لمعسكر في باجل للتدريب ليس بغريب لأن "أدوات مليشيات الحوثي بالحديدة هم أفراد هذا اللواء وضباطه". وأضاف أن هذا الموقع أصبح مقراً عسكرياً لمليشيات الحوثي بعدما رفضوا تسليمه أو إبقاء الحراسة السابقة مكانها بعد عملية نهب الأسلحة، وبالتالي من الصعب الحصول على معلومات مؤكدة بشأن ما تردد عن أنه أصبح مركز تدريب. وفيما يخص التجنيد، قال إن لديه شهادات كثيرة من السكان تؤكد أن الحوثيين كانوا يستخدمون سائقي دراجات نارية من أبناء المدينة في الهجوم على الأحياء والأزقة لملاحقة أنصار الحراك التهامي الأسبوع الماضي. "الجناني: لدينا شهادات كثيرة تؤكد أن الحوثيين كانوا يستخدمون سائقي دراجات نارية في الهجوم على الأحياء والأزقة" وتوقع أن تكون عملية الاستقطاب والتجنيد تجري بوجود طرف ثالث من أبناء المحافظة على علاقة بقيادة الحوثي بالحديدة. ومما يعضّد هذا الاحتمال مغادرة عدد كبير من "عقال الحارات" قبل يومين برفقة بعض المشايخ إلى صعدة لزيارة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. وقال إن ما يحدث هو عملية استقطاب سياسي يجري خلالها شراء الولاءات بالمال من خلال استغلال البطالة وحالة الفقر التي يعانيها معظم الشباب. على صعيد آخر، نددت قيادة الحراك التهامي السلمي بالتصعيد المسلح الذي يمارسه الحوثيون في مدينة الحديدة، ودعت لمسيرات وتظاهرات حاشدة غداً السبت للمطالبة بخروجهم. وقال المسؤول الإعلامي للحراك التهامي أحمد حسن يعقوب إن هذه المسيرات تأتي في إطار التصعيد السلمي للمطالبة بخروج مسلحي الحوثي من جميع مناطق تهامة "التي أصبحت واقعة تحت الاحتلال من قبل هذه المليشيات". وأكد أن لدى الحراك خططاً وبرامج تصعيدية في نضاله السلمي لطرد مليشيات الحوثي المسلحة، مشيراً إلى أن هناك ترتيبات لعقد اجتماع موسع وشيك لكافة رؤساء المنظمات الحقوقية والنقابات والأحزاب والمشايخ لتدارس الوضع واتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن. وأضاف أن الحراك سيظل سلمياً حتى يحقق أهدافه، لكنه لم يستبعد اللجوء لخيارات أخرى عندما يصلون لقناعة بأن "آخر العلاج الكي".