تجدد القتال بين الحوثيين وقبائل رداع، الليلة قبل الماضية، فيما قتل 30حوثياً على الأقل بينهم القيادي أحمد سيف الذهب، في انفجار بحصن في منطقة المناسح القبلية شمال رداع التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن، فيما قال سكان الحديدة: إن سقوط مدينتهم السريع في أيدي الحوثيين سببه أن أجنحة وقيادات في الجيش موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، سلمت المعسكرات للحوثيين من دون مقاومة. وأوضحت مصادر قبلية أن مسلحي القبائل كانوا قد لغموا الحصن قبل انسحابهم منه لشدة القصف الصاروخي والجوي الذي تعرضوا له من الجيش اليمني وطائرات أميركية بلا طيار بعد دخول الحوثيين إليه، حيث تم تفجيره عن بعد مما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. هجوم معاكس وقال شهود عيان بدورهم: إن رجال القبائل بدأوا بشن هجوم معاكس من ثلاثة اتجاهات في قرى المناسح والجبال المطلة عليها من جهة الشمال، حيث تدور معارك عنيفة حتى الآن بين الطرفين في محاولة لإخراج الحوثي من مناطق قبيلة قيفة التي دخلوا إليها، ودفعت التطورات الميدانية بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى توجيه خطاب شديد اللهجة يعتبر الأول منذ سقوط صنعاء ضد متمردي الحوثي. من جانب آخر، قالت مصادر قبلية: إن رجال القبائل تزحف في الوقت الراهن نحو جبل "أسبيل" الواقع تحت سيطرة المتمردين، ويطل هذا الجبل على منقطة المناسح وقيفة، حيث كان الحوثيون قد أحكموا السيطرة على تلك المناطق بعد معارك عنيفة تدخل فيها الطيران الحربى اليمني والأميركي منفذاً عدة غارات جوية استهدف من خلالها رجال القبائل والقاعدة المتحالفة معهم. أسرار سقوط الحديدة ولم يعد السقوط السريع لمدينة الحديدة الإستراتيجية بيد الحوثيين لغزاً بالنسبة لسكان المدينة، الذين يؤكدون أن عناصر الحوثيين القادمين من خارج المدينة تم إسنادهم من قبل أجنحة وقيادات في الجيش موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، سلمت المعسكرات لهم من دون مقاومة. ونسبت الجزيرة لمصادر قولها: إن قوة أمنية كانت قد اعترضت طريق المسلحين الحوثيين قبل أن يتمكنوا من الدخول والسيطرة على مخازن الأسلحة في معسكر "الكمب" التابع للمنطقة العسكرية الخامسة بمديرية باجل بوابة العبور الشرقية للحديدة. توجيهات بالانسحاب وأوضح مصدر مقرب من قيادة أمن باجل -طلب عدم ذكر اسمه- أن مدير أمن المديرية وجّه هذه القوة الأمنية بالانسحاب والسماح للمسلحين الحوثيين بالعبور، بناء على توجيهات عليا تلقاها، تقضي بعدم الاصطدام مع المسلحين الحوثيين، مقدراً عددهم بنحو ثلاثين شخصاً "بحوزتهم أسلحة خفيفة ومتوسطة". وقال: إن الهدف من دخولهم مديرية باجل، استهدف تأمين عملية نهب مخازن السلاح قبل التوجه للسيطرة على مدينة الحديدة، وجرى نهب مخازن السلاح بمساندة أفراد وضباط عسكريين يتبعون أحد الألوية التابعة للحرس الجمهوري الذي كان يتبع أحمد نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح". وذكر أن الحوثيين سيطروا على مخازن الأسلحة في معسكر الكمب ومدرسة "قتال" بمديرية الضحي شمال الحديدة، واللواء 82 مشاة بمنطقة رأس عيسى والقاعدة الجوية بالمطار الحربي، وأحكموا سيطرتهم على مقر القاعدة البحرية وكتيبة النصر بمنطقة الطايف ولواء الأشعري بمديرية الخوخة في جنوب الحديدة، واقتحموا مطار وميناء المدينة وانتشروا هناك. مؤامرة كبيرة ويعتبر القيادي في الحراك التهامي محمد عمر مؤمن ما حدث في الحديدة "مؤامرة كبيرة، تم من خلالها تسليم مؤسسات ومعسكرات الدولة لمليشيات الحوثي وأجنحة في الجيش اليمني تتبع قيادة النظام السابق، بدلا من أن تسلم هذه المليشيات أسلحتها ومعداتها للدولة. استفزاز واستهداف وقال: "إن مليشيات الحوثيين الآن تستخدم هذه الآليات والمعدات والفصائل العسكرية بصفة عامة ضد أبناء الوطن، وبصفة خاصة في استفزاز المواطنين واستهداف المناطق والأحياء التهامية بالحديدة بهدف إخضاعها لقبول الأمر الواقع وإخماد الرفض الشعبي". ويرى أن ما يجري "جاء على خلفية فكرية وسياسية بحتة تندرج ضمن الأطماع الحوثية في محاولة إلى إعادة البلاد إلى ما قبل عام 1962 بهدف صياغة اليمن على أساس طرف شمالي وجنوبي يحصل بموجبه الجنوبي على ما كان يسمى سابقاً، الجبهة القومية، وفي الشمالي يعيد الحوثيون حكم الإمامة". من جانبه، قال المحلل السياسي حسن مشعف للجزيرة:"إن سهولة السيطرة على أهم معسكرات الجيش تعكس مؤشرات خطيرة عن تحالف الحوثيين مع أركان نظام الرئيس السابق بهدف استهداف اليمنيين وثورة 11 فبراير 2011، وهناك دلالات واضحة على صحة المعلومات التي تحدثت عن تورط وزير الدفاع وقائد هيئة الأركان في سقوط الحديدة". وأكد أن ما جرى "تسليم سلس للحوثيين تم بمباركة رسمية وبدعم ومساندة من قبل شخصيات بارزة يعرف انتماؤهم لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع".