قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي فاز بأغلبية كبيرة خلال إعادة انتخابه في مايو الماضي، كان يتوقع منه الشعب الإيراني أن يقود الاتفاق النووي الذي تفاوض بشأنه مع الدول العظمى في العالم إلى نهضة اقتصادية ورفاهية ل80 مليون إيراني. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الآمال تحولت حتى الآن إلى خيبة أمل، فعلى الرغم من تخفيف العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي وزيادة مبيعات النفط الإيراني، إلا أن جوهر العقوبات الأمريكية كالحظر المفروض على استخدام إيران للبنوك الأمريكية ما زالت قائمة؛ ما يحد بشكل كبير من جهود إيران لأن تصبح أقل عزلة اقتصادياً. وأضافت أن شركات عالمية قليلة بدأت الاستثمار في إيران بعد الاتفاق النووي، لكنّ كثيراً من الشركات الأجنبية مترددة في القيام بالتزامات كبيرة هناك، في وقت ساهمت في تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وتلويحه بالخروج من الاتفاق النووي في تردد المستثمرين. ولفتت إلى أن فشل "روحاني" في تحسين الحياة المعيشية للشعب الإيراني تفاقم بعد الزيادة الأخيرة في أسعار السلع الأساسية كالبيض الذي تضاعف سعره بالتزامن مع خطط الحكومة لتقليص الدعم بشكل حاد الذي يعتمد عليه كثير من الإيرانيين. وتحدثت عن أن السلطات الإيرانية يبدو أنها تفاجأت من عفوية وسرعة انتشار المظاهرات، لكن المحللين الغربيين يعتقدون أن نظام المرشد الأعلى "علي خامنئي" سيستخدم القوة لقمعها. ونقلت عن "كليف كوبشان" رئيس "مجموعة أوراسيا" ومقرها واشنطن، أن المظاهرات المستمرة ليست لديها مطالب محددة ولا قيادة أو تنظيم وتنتشر في أنحاء البلاد، مضيفاً أن الاضطرابات غير متوقعة والأيام المقبلة قد تشهد تحولات لا يمكن التنبؤ بها، مثل ظهور زعيم يقود المتظاهرين أو مجموعة صغيرة من القادة وإصدارهم لبيان محدد يتلوه خروج مظاهرات أكبر بكثير.