أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين، أن الهدف النهائي لكافة أعمال الهيئة الميدانية والتوعوية والإعلامية، هو تحقيق التأثير الإيجابي في أفراد المجتمع، وحمايته من السحرة والمشعوذين والمؤثرات العقلية والخمور والاعتداء على الأعراض والابتزاز والمتاجرة بالفساد مع العناية بحفظ السمت العام له كمجتمع مسلم محافظ. جاء ذلك خلال افتتاحه أمس أعمال اللقاء السادس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة، والمنعقد بعنوان "تعزيز القيم والأخلاق.. استراتيجية مجتمعية" وذلك بفندق قصر أبها. وأضاف الحمين أن تعزيز القيم مطلب هام تفرضه تعقيدات العصر والانفتاح الثقافي بين الشعوب والأمم فضلا عما أثبته العديد من الدراسات من أن القيم أكبر محرك للسلوك وموجه له، مشيرا إلى أن الرئاسة تعمل وفق خطة مرحلية لتوظيف التقنية في كافة تعاملاتها، وكذلك المعارض والعربات المتنقلة واللوحات الإعلانية في الطرق، والأسواق والجامعات للتواصل مع كافة شرائح المجتمع. مفهوم القيم والأخلاق عقب ذلك، بدأت أعمال الجلسة الأولى بورقة عمل للأستاذ المشارك بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالله بن محمد العمرو عن "مفهوم القيم والأخلاق"، تناول خلالها أهمية القيم والأخلاق، وضرورتها للحياة الإنسانية لتحقيق التواصل الإيجابي بين الأفراد والمجتمعات. وبين أن مفهوم القيم يشمل الأخلاق وغيرها من القواعد والمثل التي تقوم عليها الحياة البشرية، وانتظام القيم الحقة والأخلاق الفاضلة لكافة علاقات الإنسان وصلاته. بعد ذلك، تحدث مدير عام هيئة نجران الشيخ أحمد بن صالح بللحمر عن "منطلقات الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف في تعزيز القيم". وأوضح أن رجال الهيئة ينطلقون في ظل عددٍ من المرتكزات الحضارية الشرعية في أداء مهمتهم، مؤكداً على ضرورة إبراز هذه الأبعاد الحضارية في عمل الهيئة بشتى الوسائل، سيما أن المملكة تعد النموذج الفريد للدولة المسلمة العصرية في هذا الزمان، وتأتي الهيئة لتمثل الركن الأقوى في هوية بلاد الحرمين الشريفين. تحديات للمجتمع تلا ذلك، تقديم ورقة عمل لأستاذ التربية الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور محمد بن عبدالله الدويش بعنوان " التحديات التي تواجه القيم والأخلاق في المجتمع" حيث أكد أن بعض المسلمين يعتبرون مرتبة الأخلاق تكميلية، وهذا يتنافى مع منزلة الأخلاق والقيم، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها من مقاصد بعثته إذ قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وألمح إلى ضرورة توظيف الأدوات والوسائل الأخرى كالقصة والرواية والأفلام الكرتونية وغيرها من الأدوات الفنية لتعزيز القيم والعمل على نقد القيم المخالفة وتفكيكها. أما أستاذ الدراسات العليا بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن زيد الزنيدي فتناول في ورقته "استشراف مستقبل القيم الخلقية في المجتمع السعودي"، إذ توقع مستقبلاً سعودياً أخلاقياً ينسجم الناس في علاقاتهم مع القيم الأخلاقية الإسلامية كما يتجلى في انضباط العمل المؤسسي وفق الأطر الشرعية بدرجة أعلى مما هو قائم، وفي ظهورالمبادئ الاجتماعية الهادفة للتلاحم الاجتماعي حفظاً للحرمات، ورعاية للحقوق، وتكافلاً اجتماعياً ومادياً، وإخاءً بمستوى يتجاوز به المجتمع أزمته التي يعانيها الآن. واعتبر الزنيدي ضغط العولمة واقعا لا ريب فيه؛ يؤثِّر ولا يهدم بالكلية، حيث استثارت الأمم نحو بعث الحيوية في عناصر التميز لديها؛ دينية، وقومية ونحوها. تعزيز الأخلاق في عدة مجالات كما تضمنت الجلسة الثانية خمس أوراق عمل الأولى بعنوان " تعزيز القيم والأخلاق في مجال التوعية والتوجيه" لمدير هيئة عسير الشيخ عامر العامر، أصّل من خلالها القيم والأخلاق من الكتاب والسنة, وذكر أهمية القيم والأخلاق في المجتمع وضرورة الأعمال التوعوية لتعزيزها. أما الورقة الثانية فتناولت "تعزيز القيم والأخلاق في مجال العمل الميداني" لمدير مكتب وكيل الرئيس للشؤون الميدانية والتوجيه الشيخ الدكتور عبدالله الناصر، تحدث فيها عن تعزيز القيم والأخلاق لدى العاملين في الميدان. وأكد على رفع مستوى المشاركة في الوسائل الإعلامية، وبخاصة القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية. وتناولت الورقة الثالثة "تعزيز القيم والأخلاق في مجال الإعلام والدراسات" لمدير عام الإعلام والعلاقات بالرئاسة المساعد الدكتور ياسر الشهري، وصف فيها الجهود السابقة وتقييم الوضع الحالي للإعلام والعلاقات بالرئاسة وعرض عدداً من البرامج المقترحة في نفس المجال وذكر الحلول والبدائل للصعوبات والتحديات. وتناولت الورقة الرابعة التي قدمها مدير عام مركز البحوث والدراسات بالرئاسة الدكتور محمد السحيم موضوع " تعزيز القيم والأخلاق في مجال البحوث والدراسات" استعرض فيها الجهود السابقة لمركز البحوث والدراسات في الرئاسة في تعزيز القيم، وبين المجال الواسع للمركز الذي يمكن أن يسلكه في تعزيز القيم وتقوية الصفات الإيجابية. فيما تضمنت الورقة الخامسة "تعزيز القيم والأخلاق في مجال التقنية" قدمها مدير عام الإدارة العامة لتقنية المعلومات بالرئاسة الشيخ إبراهيم العلي تناول فيها استخدامات التقنية المؤثرة في القيم والأخلاق، ووسائله، ومظاهره، وآثاره، وأسبابه، وجهود الرئاسة في تعزيز القيم والأخلاق في مجال التقنية.