يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بعد عصر اليوم الأحد المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بتكلفة تزيد على 20 مليار ريال بمقرها الجديد على طريق المطار شمال العاصمة الرياض بحضور حشد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء وكبار المسئولين. ويعد (المشروع الحلم) لبنات المملكة أكبر مدينة جامعية للبنات حيث تبلغ مساحتها 8 ملايين متر مربع فيما تصل مسطحات مبانيها ل 3 ملايين متر مربع وتضم 15 كلية في مختلف التخصصات الطبية والعلمية والنظرية إضافة إلى مراكز أبحاث ومدن سكنية ومدارس للتعليم العام ومرافق رياضية متكاملة للأسر ومستشفى تعليمي بسعة 700 سرير وشبكة قطارات آلية تربط الكليات إلى جانب مبانٍ إدارية ضخمة والعديد من المرافق الخدمية الأخرى. وجاءت الإرادة الملكية بإنجاز مشروع المدينة الضخم جداً بهذا الوقت القياسي في (سنتين منذ بدء العمل الميداني) إنجازاً وإعجازاً بحد ذاته وترجمة حقيقية لتوجيهات خادم الحرمين الكريمة عند وضعه الحجر الأساس للمدينة في 29/شوال 1429ه وحرصه على رؤية هذا المشروع بأسرع وقت ممكن حتى ينعمن بناته بمسيرة جديدة من التعليم الفريد عبر هذه الجامعة المخصصة لهن. ويصف وزير المالية إبراهيم العساف في تصريح سابق هذه المسئولية الكبيرة التي كلفت بها وزارته لتنفيذ المشروع قائلاً: لقد كان التحدي الأكبر أمامنا هو تنفيذ التوجيهات الكريمة بإنهاء هذا المشروع خلال سنتين إذ كان من الصعب في البداية تصور أن ينجز مثل هذا المشروع الضخم والمتكامل خلال سنتين إلا أننا توصلنا بحمد الله وتوفيقه ثم بالدعم اللا محدود من لدن خادم الحرمين إلى برنامج للتنفيذ سوف يحقق بمشيئة الله رغبتكم السامية بسرعة الإنجاز والتنفيذ. ويؤكد العساف أن وزارة المالية قامت بعمل يسابق الزمن آنذاك حتى تمكنت ولله الحمد من التوصل الى عدد من النماذج التي عرضت على النظر الكريم ثم تم إعداد النموذج النهائي للمدينة الجامعية. (الريادة العالمية) هذا وتسعى جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إلى تحقيق التميز والريادة محليا وإقليميا وعالميا في مجال التعليم الجامعيّ والبحث العلميّ وخدمة المجتمع وتنمية البيئة وبناء مجتمع المعرفة في إطار من القيم الإسلامية والثقافية والاجتماعية للمجتمع وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة. وترتكز رسالتها على تأصيل دورها في اكتساب المعرفة ونقلها وتطويعها ونشرها وإدارتها بما يتفق مع قيم وثقافة المجتمع وترسيخ الجامعة لأسس البحث العلميّ، إضافة إلى تنمية شخصية الطالبة وتزويدها بالمهارات التي تجعلها قادرة على الابتكار والقيادة والتعلم الذاتي والعمل الجماعي والمنافسة محليا وإقليميا وعالميا، والعمل على التأثير الإيجابي لمسيرة المجتمع وترسيخ ثوابته وخصوصياته الحضارية المتميزة بما يدعم التماسك الاجتماعي ويوثق مبدأ المواطنة، وتفعيل دور الوحدات ذات الطابع الخاص لتقديم الخدمات البحثية والاستشارية لمؤسسات المجتمع المختلفة. وتسعى جامعة الأميرة نورة لبناء جيل وسطيّ ينتمي للوطن ويتمسك بالهوية ومنظومة القيم، والعمل على بناء شخصية الفتاة بناءً متكاملًا لتقوم بمهمتها في الحياة زوجةً، وأماً، وعالمةً، وعاملةً وذلك بتزويدها بالعلم وبالمهارات المطلوبة، وكذلك إعداد المتخصصات في مجالات العلم والمعرفة المختلفة المزودات بالمهارات المختلفة لمواكبة متطلبات التقدم والتطور التقنيّ مما يمكنهنّ من الإسهام في بناء اقتصاد المعرفة، والقيام بدور إيجابيّ في ميدان البحث العلميّ الذي يسهم في التقدم ويساهم في بناء اقتصاد المعرفة على المستوى المحليّ والعالميّ عن طريق إجراء البحوث وتشجيعها، وإنشاء مراكز لها، ومراعاة اقتصاديات التعليم وتجنب التكرار والنقص والإهدار والفاقد، عن طريق التوجيه الطلابيّ والمهنيّ، وتحليل ما تتضمنه خطط التنمية لتحديد متطلباتها للوفاء بها، كما تهدف الجامعة إلى ترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعيّة والتنمية البيئيّة المستدامة لدى جميع القطاعات وكافة فئات المجتمع والإسهام في تطوير آليات تفعيل الشراكة المجتمعية ونشر ثقافة المشاركة في خدمة المجتمع وتنمية البيئة. وتسعى جامعة الأميرة نورة إلى أن تصبح إحدى الجامعات العلمية المتميزة في مجال التعليم الجامعي وتهيئة الكوادر البشرية من خلال التزامها بتطبيق معايير الجودة الشاملة والتطوير المستمر مع التركيز على المساقات والمقررات والمهارات النوعية المطلوبة للخريجات ووضع تصورات للرؤى المستقبلية في ضوء المعطيات المحلية والعالمية، بما يضمن لخريجاتها القدرة على الأداء المتميز في سوق العمل، وأن يرتكز مناخ الجامعة على مبادئ وأسس الجودة النوعية والتفرد في الأداء منطلقًا من المبادئ والقيم الثقافية والأخلاقية المنبثقة من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء، كماتسعى أن تكون مركزا بحثيا متميزا يتم فيه التعاون مع المؤسسات التعليمية وقطاعات الإنتاج والخدمات على المستوى المحليّ والإقليميّ والعالميّ إضافة إلى إسهامها في عملية التنمية المستدامة وخدمة المجتمع والبيئة عن طريق الاستغلال الأمثل لما يتوافر لديها من مراكز بحثية وعمادات مختلفة.