أجمع الخبراء والمتخصصون في مختلف المجالات العلمية والتعليمية على أن افتتاح جامعة الأميرة نورة هذا العام هو تتويج لمسيرة المرأة السعودية في تاريخ المملكة المعاصر. مؤكدين أن الجامعة هي امتداد لدور المرأة السعودية كشريك مؤثر في حركة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية الحديثة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله-. (الجزيرة) استطلعت آراء عدد من القيادات والمسؤولات بالجامعة للتعرف عن قرب على هذا الدور الذي يتطلع إليه كل أفراد المجتمع عامة والقطاع النسائي على وجه الخصوص. في البداية تقول مديرة الجامعة الدكتورة هدى محمد العميل: إن الجامعة معنية بالتواصل مع المجتمع وذلك وفق منهجية محددة منبثقة من رسالة الجامعة وأهدافها في مجال خدمة المجتمع وتحقيقا للشراكة المجتمعية ولديها إستراتيجية متكاملة، وخططا ممنهجة علميا بكل إمكانياتها المادية والبشرية لتكون مقوماً فاعلاً لبناء المجتمع وتنميته وتطويره وازدهاره. مشيرة إلى أن جامعة الأميرة نورة تسعى إلى تحقيق التميز والريادة محليًا وإقليميًا وعالميًا في مجال التعليم الجامعيّ والبحث العلمي، بالإضافة إلى خدمة المجتمع وتنمية البيئة وبناء مجتمع المعرفة في إطار من القيم الإسلامية والثقافية والاجتماعية وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة. مؤكدة أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال تأصيل دور الجامعة في اكتساب المعرفة ونقلها وتطويعها ونشرها وإدارتها بما يتفق مع قيم وثقافة المجتمع. وترسيخ أسس البحث العلميّ. وتنمية شخصية الطالبة وتزويدها بالمهارات التي تجعلها قادرة على الابتكار والقيادة والتعلم الذاتي والعمل الجماعي والمنافسة محليًا وإقليميًا وعالميًا. والتأثير الإيجابي لمسيرة المجتمع وترسيخ ثوابته وخصوصياته الحضارية المتميزة بما يدعم التماسك الاجتماعي ويوثق مبدأ المواطنة. وتفعيل دور الوحدات ذات الطابع الخاص لتقديم الخدمات البحثية والاستشارية لمؤسسات المجتمع المختلفة. وأضافت الدكتورة العميل: إن للجامعة رسالة محددة وهي تكوين علاقة بين الجامعة والمجتمع مبنية على الإثراء والعطاء وتعمل على تحقيق التنمية البيئية المستدامة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المعنية بخدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإجراء الدراسات لرصد احتياجات المجتمع ومشكلاته البيئية، موضحة أن أهداف شراكة الجامعة المجتمعية ذات علاقة مباشرة بتحقيق استراتيجيات الجامعة في إطار استراتيجيات وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للتعليم العالي والسياسات التعليمية للدولة. وفي ذلك تستهدف الجامعة تأصيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد وتشجيع العمل التطوعي. والإسهام في تطوير آليات تفعيل الشراكة المجتمعية ونشر ثقافة المشاركة في خدمة المجتمع وتنمية البيئة. من جانبها تقول الدكتورة نائلة بنت عبد الرحمن محمد الديحان وكيلة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة: إن وكالة الجامعة تهدف بالاشتراك مع الأجهزة المحلية في ضوء الخطط النهائية لتعظيم دور الجامعة في تنمية القوى البشرية للقطاعين العام والخاص. مشيرة إلى تدعيم برامج التوعية في المجالات الصحية والبيئية والاجتماعية والثقافية. والتعاون مع الهيئات والجهات والمؤسسات المعنية العربية والدولية في مناقشة القضايا البيئية ودراسة المشكلات المجتمعية لتحقيق الأهداف المشتركة. وتعزيز قيم الانتماء ودعم الهوية الوطنية. والعمل على تضمين البرامج الدراسية حلقات مناقشة وحلقات دراسية حول قضايا خدمة المجتمع وتنمية البيئة. وإشراك كافة قطاعات الجامعة في برامج التنمية البيئية وتكوين فرق العمل التنفيذية للمشروعات البيئية المختلفة ومتابعة تنفيذها. وعن الشراكات العلمية الداخلية والخارجية تقول الدكتورة نائلة بنت عبد الرحمن الديحان إن هناك تأسيسا لتعاون فعال مع الجهات ومراكز البحوث المحلية والخارجية لتنفيذ بعض المشروعات البحثية والتطبيقية في مجال خدمة المجتمع وتنمية البيئة من استراتيجيات الجامعة الثابتة. وحول أهمية تحقيق وكالة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة لأهدافها بشكل منظم وبأفضل المستويات في مجال خدمة المجتمع وتنمية البيئة. تقول «الديحان»: إنه تم خلال هذا العام وضع سياسات محددة وواضحة لأطر العمل في خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ولم تكن هذه الأطر وليدة اللحظة إنما نتاج للعمل الدؤوب الذي قامت به الوكالة منذ نشأتها لتحقيق الشراكة المجتمعية كجهة مسؤولة عن خدمة المجتمع تحت مظلة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. وقد بنيت هذه الأطر بعد دراسة خطة التنمية الثامنة والتاسعة للمملكة العربية السعودية، والإطلاع على تجارب الجامعات العالمية التي تتميز في مجال خدمة المجتمع، كما لم تُغفل معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي والتي تتعلق بخدمة الجامعة للمجتمع. مشيرة إلى دعم وتنفيذ الأنشطة التوعوية بتنظيم حملات توعية في المجالات البيئية والمجتمعية، والإسهام في المحافظة على البيئة بتشجيع البحث العلمي في المجال البيئي، ورفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وترسيخ الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية للمحافظة عليها. وتؤكد وكيلة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة إن كل ذلك أسفر عن استفادة 6532سيدة في مجال التوعية الاجتماعية من خلال 31 برنامج منذ إنشاء الوكالة، وفي مجال التوعية الثقافية استفادت 3966 سيدة عبر 30 برنامجا، أما بالنسبة إلى التوعية البيئية فقد تم إعداد 22 برنامج استفاد منها 2504 سيدة، وفي التوعية الصحية فقد بلغ عدد البرامج 40 برنامجا، استفادت منها 4346 سيدة، وفي مجال العمل الحر فقد تم تفعيل 20 برامج استفاد منها 1830سيدة وذلك بإجمالي143 برنامجا مختلفاً استفادت منها 20041سيدة من كافة شرائح المجتمع. وتقول الدكتورة مها بنت أمين خياط، مديرة إدارة تخطيط وتنمية البيئة بالجامعة: إن وكالة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة تتبنى اتجاها إنسانيا واجتماعيا بارزا من خلال الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الظروف الخاصة، وذلك من خلال عدة محاور من أبرزها إعداد برامج تأهيلية في المجالات المختلفة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لرفع كفاءتهم. وتخصيص عدد من المقاعد في البرامج التدريبية والتي تتناسب مع إمكانيات ذوي الاحتياجات الخاصة سواء ضمن الأنشطة التدريبية المقدمة من الوكالة أو العمادة. وتخصيص عدد من المقاعد في البرامج التدريبية لذوي الظروف الخاصة سواء ضمن الأنشطة التدريبية المقدمة من الوكالة أو العمادة. وتحديد نسبة من الوظائف لذوي الاحتياجات الخاصة التي تتناسب وإمكاناتهم وتخصيص نسبة من الوظائف لذوي الظروف الخاصة. بالإضافة إلى التفاعل مع المناسبات والفعاليات الخاصة بهذه الفئات. والمشاركة في المحافل الخاصة بتأهيل ذو الاحتياجات الخاصة وإيجاد فرص وظيفية لهم. والعمل على إعداد برامج توعوية تساعد في انخراط هذه الفئات بالمجتمع. وأخيرا دعوة هذه الفئات للمشاركة في مناسبات الجامعة المختلفة. كما أشارت الدكتورة حصة العمر قائلة: إنه ضمن إطار تأصيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية والذي يتضمن من بين آلياته تبني برامج تدريبية وإثرائية لتعميق المحصول الثقافي لدى أفراد المجتمع وتحفيز أعضاء هيئة التدريس والطالبات للإسهام في تنمية المجتمع في جميع الجوانب، فقد تم وضع برنامج صيفي للفتيات من عمر 10 إلى 18 سنة بعنوان «إسبانيا والحضارة الإسلامية» وقد هدف البرنامج تنمية مهارات التفكير والتواصل لدى الفتيات في الفئة العمرية المستهدفة. ورفع مهارات الفتيات في اللغة العربية من خلال قراءات في التاريخ والأدب الأندلسي. ورفع مهارات الفتيات في اللغة الانجليزية وذلك بعرض بعض المواضيع باللغة الانجليزية. وتحسين قدرات الفتيات الفنية والابتكارية وتنمية الحس الجمالي لديهن من خلال التعرض لفنون الأندلس المختلفة. ورفع مهارات الفتيات في استخدام الحاسب الآلي من خلال التدريب على مهارات متنوعة في استخدام الحاسب الآلي والشبكة العنكبوتية. وتنمية مهارة البحث والإطلاع لدى الفتيات من خلال أسلوب التدريب على البحث عن مصادر المعلومات عن الأندلس واستخدام قواعد المعلومات المتاحة على الشبكة العنكبوتية. وتعزيز الهوية الإسلامية لدى الفتيات وجعلها مصدراً لفخرهن وترسيخ مفهوم الحضارة الإسلامية من خلال التعرف على النماذج المشرقة في بلاد الأندلس. وتنمية العادات الغذائية الجيدة لدى الفتيات من خلال تقديم وجبات غذائية متكاملة مستقاة ومستوحاة من المطبخ الأندلسي والإسباني، وتدريبهن على اختيار الغذاء الجيد والاستفادة من الكوادر المتخصصة بجامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن لوضع برنامج إثرائي متكامل يخدم المجتمع ويرفع من ثقافته بشكل مدروس وشيق. وتشغيل الكوادر المتميزة من خريجات الجامعة وطالباتها اللاتي على وشك التخرج بتمكينهن من خوض تجربة عمل حقيقية تكون لهن بمثابة خبرة تخدمها مستقبلاً في مجال العمل. وتشير الأستاذة هدى العطيشان مسؤولة التدريب بالوكالة أن تفعيل الشراكة المجتمعية بين الجامعة وبعض مؤسسات المجتمع بالتعاون معهم في تأدية رسالتهم في مجال خدمة المجتمع وتنمية البيئة فإنه تم تفعيل عدد من الشراكات مع بعض القطاعات للتعريف بدورهم تجاه المجتمع ومعاونتهم على أدائه. وفي مجال التواصل مع الخريجات تشير الدكتورة عائشة العيسى مسؤولة مكتب الخريجات بوكالة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بأنه تم ولله الحمد تدريب جميع الخريجات على كتابة السير الذاتية وإعطائهن دورات في مجال أساسيات التميز والنجاح في العمل من خلال فعاليات يوم المهنة السنوي. وتؤكد الدكتورة العيسى أن إنشاء هذا المكتب قد أتاح تعيين عدد من خريجات الجامعة في مشروع الجامعة بحي النرجس وكذلك تم التواصل مع القطاعات الخاصة خارج الجامعة وتم تعيين عدد من المواطنات من خلال عمليات التواصل تلك. وتعد جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن واحدة من أميز جامعات الوطن فيما يتعلق بتسخير الإمكانات المتاحة لها لخدمة كافة شرائح المجتمع كما أتاح لها كونها الجامعة النسائية الوحيدة الفرصة للتركيز على خدمة المرأة وكافة قضاياها الأسرية والمجتمعية.