طلبت سلطات الأمن المصرية من القوى الوطنية التي دعت إلى تنظيم مسيرة شعبية حاشدة إلى قطاع غزة، إعادة النظر في هذه الدعوة "تغليباً للمصلحة العليا للوطن"، في الوقت الذي أكدت فيه حرصها على مناصرة سكان القطاع، الذي يتعرض لحصار إسرائيلي منذ ما يقرب من أربع سنوات. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن وزارة الداخلية أصدرت بياناً الخميس، حول المسيرات الشعبية الحاشدة التي وجهت بعض القوى الوطنية المصرية الدعوة لتنظيمها في مصر والدول العربية، للتوجه إلى الحدود المصرية المتاخمة لقطاع غزة، لدعم ومناصرة القضية الفلسطينية. وأكدت الوزارة، بحسب البيان الذي أورده موقع "أخبار مصر"، حرصها على "مناصرة الشعب الفلسطيني، ودعمه في سبيل حصوله على حقوقه المشروعة والعادلة"، كما عبرت عن "اعتزازها البالغ بالدور المصري البارز الذي ظهر جلياً مؤخراً، وأسفر عن تحقيق المصالحة الفلسطينية، والسعي إلى رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة." وطالبت وزارة الداخلية جميع الأطراف ب"النظر بموضوعية إلى الظروف الدقيقة والحساسة"، التي تمر بها مصر حالياً، كما أهابت بالقوى الوطنية الداعية للمسيرات بإيقافها "تغليباً للمصلحة العليا للوطن، ودرءاً لأية تداعيات أو مخاطر محتملة، قد تنتج عن ذلك التحرك." وكانت تقارير صحفية محلية قد ذكرت أن أعداداً كبيرة من الشباب المصري بدأوا التدفق على شبه جزيرة سيناء، للمشاركة في المسيرة التي تأتي ضمن ما يُعرف باسم "يوم الزحف إلى فلسطين"، والمقرر تنظيمه الأحد 15 مايو/ أيار الجاري، الذي يوافق ذكرى "النكبة"، وهو نفس اليوم الذي أُعلن فيه قيام دولة إسرائيل. وأشارت تلك التقارير إلى أن الشباب يتوافدون بأعداد كبيرة على المناطق القريبة من الحدود مع قطاع غزة، بعدما ترددت أنباء بأن السلطات المصرية تعتزم إغلاق الطرق المؤدية إلى سيناء، لمنع المسيرة الشعبية من التوجه إلى القطاع الفلسطيني المُحاصر. إلى ذلك، أفاد المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، بأن مجموعة من المنظمات المدنية البريطانية دعت أبناء الجاليات العربية والإسلامية في المملكة المتحدة، إلى المشاركة في اعتصام أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن السبت، بمناسبة الذكرى ال63 للنكبة. وأكدت دعوة مكتوبة، وجهها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وهو أحد الجهات الداعية للاعتصام، أن الهدف من هذه التظاهرة هو "إرسال رسالة قوية وواضحة، بضرورة رفع الحصار عن غزة، وضرورة توقف الحكومة البريطانية عن دعم دولة الاحتلال"، بحسب المركز الفلسطيني. وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت قبل أسبوع، حفل توقيع المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي بين حركتي حماس وفتح، بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ورئيس السلطة الوطنية، محمود عباس. وتتضمن وثيقة المصالحة تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مستقلة، وتشكيل لجنة انتخابية، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء من كلا الحركتين.