دعا حاخامون الله عز وجل أن يزيل «دولة الشيطان» اسرائيل من الوجود كي يتمكن اليهود والمسلمون والمسيحيون من العيش بأمان واستقرار في الأرض المقدسة. وقال حاخام من الولاياتالمتحدة وصل الى قطاع غزة فجر أمس قادماً من مدينة العريش المصرية مع عشرات المتضامنين الأجانب إن «دولة إسرائيل أقيمت على أرض ليست لها»، داعياً الله الى «ازالتها من الوجود». وقدم الحاخام خلال تظاهرة نظمها فلسطينيون على جانبي الحدود عند بلدة بيت حانون قرب معبر «ايريز» شمال القطاع صباح أمس اعتذاراً من الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، عن الجرائم التي ارتكبتها في حقه قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على القطاع، واصفاً الحكومة المقالة في غزة برئاسة اسماعيل هنية بأنها «الحكومة الشرعية». واعتبر أن «الشعب اليهودي ليس مقدراً له أن تقوم له دولة، كما ورد في نصوص التوراة، خصوصاً فوق أرض ليست له، وبعد عمليات قتل لأصحاب هذه الأرض السكان الأصليين». وقال الحاخام إن «هذا الشيطان الشرير (إسرائيل) يسيء لنا نحن يهود العالم، فهو لا يمثلنا، هم حركة صهيونية فاسدة تستخدم اسم اليهود لارتكاب الجرائم واحتلال أرض ليست أرضهم، وهذا يتنافى مع نصوص التوراة، وممنوع في التوراة أن تقوم لهم دولة كانت مسكونة من قبل بأخوة وأصدقاء كانوا يمنحوننا ويستضيفوننا ويقومون بعمل مثالي لنا». وأضاف الحاخام وهو من جماعة «ناطوري كارتا» الدينية المناهضة لدولة اسرائيل والحركة الصهيونية خلال التظاهرة التضامنية التي شارك فيها 84 متضامناً أجنبياً من 42 دولة حول العالم الى جانب مئات الفلسطينيين: «نحن شعب يهود لا نريد دولة لليهود في فلسطين، فالحرية لفلسطينوغزةوالقدس، وقلوبنا معكم في ذكرى النكبة التي ألمت بكم قبل عام». وهتف المتضامنون خلال مؤتمر صحافي في نهاية التظاهرة بالحرية لفلسطينوغزة، ودعوا الى كسر الحصار وفتح المعابر ووقف انشاء الجدار الفولاذي على الشريط الحدودي مع مصر والسماح لبقية المتضامنين وعددهم نحو 1400 بالدخول الى القطاع للتضامن مع سكانها في الذكرى الأولى للحرب. وقال متضامن أميركي أنه طرد من بلدته الأصلية في فلسطين حين كان في الثانية عشرة من عمره، وهو الآن في الثانية والستين ولم ينس فلسطين. ووصف اسرائيل بأنها تشبه الدولة الفاشية وتمارس في حق الفلسطينيين ما مارسته ألمانيا وهتلر في حق اليهود. ودعا رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة جمال الخضري إلى رفع الحصار وإزالة الاحتلال وفتح المعابر على القطاع. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك وفق القيم التي خطها لنصرة الشعب الرازح تحت الحصار الظالم. وقال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو إن قادة اسرائيل سيقادون يوماً الى المحكمة لمحاكمتهم كمجرمي حرب على الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الشعب الفلسطيني سيبقى، وسيزول من ارتكب في حقه الجرائم، وإن هذا الشعب سيواصل العمل للزج بمجرمي الحرب الإسرائيليين في السجون بعد تقديمهم للمحاكم الدولية. كما شارك نحو ألف مواطن من فلسطينيي ال 48 في تظاهرة كبيرة على الجانب الآخر من معبر «ايريز» تزامناً مع التظاهرة شمال القطاع لمناسبة مرور الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع، وتنديداً بالحصار المفروض عليه. وتأتي هذه التظاهرة تتويجاً للحملة التي حشدت لها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل بدعمٍ وتنسيق تام مع كل الأحزاب العربية وقوى تضامن عالمية. ورفع المشاركون، ومن بينهم أعضاء كنيست وقادة محليون وسياسيون، شعارات منددة بالحصار المفروض على قطاع غزة، من بينها «لا للحصار لا للذل والعار»، و«لا للتجويع لا للجدار»، و«من الناصرة إلى غزة شعب كرامة وعزة»، بالإضافة إلى «نتانياهو يا جبان، شعب غزة ما بينهان». وردد المتظاهرون، ومن بينهم رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان وأعضاء الكنيست العرب، هتافات منددة بالدولة العبرية في ظل وجود مكثف للمئات من رجال الشرطة الإسرائيلية ووحدات الخيالة والتدخل السريع، وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك). ودعوا اخوانهم الفلسطينيين إلى وحدة الصف ودعم الحوار بين حركتي «فتح» و«حماس»، وأهالي القطاع في غزة إلى الصبر والصمود ومواجهة الحصار بمزيد من الثبات. ووجه هنية الشكر الى المتظاهرين على هذه الوقفة، معتبراً الفلسطينيين في مناطق ال 48 جزءاً من الشعب الفلسطيني، وقال: «انتم فلسطينيو الداخل جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الأبي». وناشدهم العمل والضغط من أجل تسهيل الأمور وفك الحصار عن القطاع، وطالب الجماهير العربية في الداخل بالعمل بما فيه الكفاية على دعم الأهل في القطاع. وأشادت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينيه بالتظاهرة الحاشدة التي نظمها الأهل من القدسالمحتله وداخل اراضي ال 48 بدعوة من لجنة المتابعه العليا لشؤون فلسطينيي الداخل والهيئات الوطنية في القدسالمحتلة. واعتبر رئيس الهيئة الإدارية للشبكة عضو اللجنة التوجيهية لمسيرة غزة نحو الحرية محسن أبو رمضان في كلمة عبر الهاتف أن مواقف وجهود الأهل من القدس وأراضي ال 48 والمتضامنين الأجانب في هذه التظاهرة الحاشده تبرز متانة وحدة الوطن والشعب والهوية. وقال إنه «آن الأوان ليس فقط لرفع الحصار عن شعبنا، بل لفرض الحصار والعقوبات على دولة الاحتلال وممارسة التمييز العنصري في حق أبناء شعبنا». وكانت السلطات المصرية سمحت لنحو 85 متضامناً أجنبياً ويهودياً فقط باجتياز معبر رفح الحدودي فجر أمس وصولاً الى القطاع، لكنها رفضت توجه الباقين إلى القطاع بحجة حملهم تأشيرات سياحية لزيارة البلاد وممارسة نشاط سياسي بما يخالف الغرض من زيارتهم مصر. تظاهرة في القاهرة وتظاهر مئات المتضامنين الأجانب في القاهرة أمس احتجاجاً على قرار السلطات المصرية منعهم من التوجه إلى غزة لتنظيم مسيرة «الحرية لغزة»، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإنهاء حصار غزة. وقال منظمو المسيرة في بيان إن «قوات الأمن اعتدت على المتظاهرين»، وأكدوا أن بعضهم أصيب، مضيفين أنهم سيستمرون في التجمع حتى يسمح لهم بالتوجه إلى القطاع. ولفت البيان إلى أن 20 متضامناً مستمرون في إضرابهم عن الطعام حتى دخول غزة. ولا يزال عشرات الفرنسيين معتصمين أمام مقر سفارة بلدهم في القاهرة.