أعلنت المعارضة الليبية الخميس أن مقاتليها تمكنوا من فرض سيطرتهم على مدينة "مصراتة"، بعد معارك عنيفة مع الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي، والتي كانت تفرض حصاراً مشدداً على المدينة، التي تُعد أحد المعاقل الرئيسية للثوار في الجزء الغربي من ليبيا. وقال الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي، عبد الحافظ غوقة، في تصريحات للصحفيين بمدينة بنغازي، معقل المعارضة الليبية في شرق ليبيا، إن مصراتة أصبحت بالكامل تحت سيطرة الثوار. إلا أن متحدثين آخرين باسم المعارضة الليبية شككوا بما جاء على لسان غوقة، وأكدوا أن قوات موالية لكتائب القذافي ما زالت تسيطر على المداخل الشرقية لمدينة مصراتة، والتي تؤدي إلى مدينة "زليتن" القريبة، والتي شهدت مواجهات دامية الخميس، دون أن تتوافر أية أنباء حول عدد الضحايا. جاءت تصريحات المتحدث باسم المعارضة الليبية بعد يوم من تضارب التقارير حول الجهة المسيطرة على مصراتة، بعدما أعلن الثوار سيطرتهم على مطار المدينة، الذي يعتبر شريان حياة للسكان المحاصرين، بينما ذكر متحدث حكومي أن قوات القذافي تسيطر على المدينة. وفي وقت سابق الخميس، قال ناطق آخر باسم المجلس الانتقالي، شمس الدين عبد مولاه، إن مطار مصراتة بات في يد الثوار الذين تمكنوا من السيطرة عليه، والتواصل من خلاله بشكل مباشر مع ثوار مدينة "زليتن" المجاورة. ولكن الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، نفى ذلك في وقت لاحق، وقال إن الثوار تواجدوا في الموقع لوقت قصير، ثم استردت القوات التابعة للقذافي المطار من بين أيديهم. وفي ساعة متأخرة من الليل، قال مصدر عسكري تابع للثوار في مصراتة إن المجموعات التابعة له في المدينة استرجعت المطار، وتمكنت من السيطرة أيضاً على موقع للدفاع المدني يقع على مقربة منه. ودارت معارك للسيطرة على مطار مصراتة على مدار ثلاثة أيام، بين كتائب القذافي والثوار المعارضين للزعيم الليبي، بعد انضمام قوات موالية للثوار في مناطق زليتن للمقاتلين، وتمت محاصرة قوات القذافي في المطار إلى أن تمت هزيمتهم. وكان الثوار قد أحرزوا خلال الساعات السابقة تقدماً "بطيئاً" وثابتاً ضد كتائب القذافي في مصراتة، رغم القصف المدفعي والصاروخي المتواصل الذي تتعرض له المدينة منذ شهرين، مما يثير مخاوف من وقوع كارثة إنسانية هناك. في الغضون، سقط قتيلان على الأقل نتيجة سقوط أربعة قذائف صاروخية على مقر إقامة الزعيم الليبي بمنطقة "باب العزيزية" في طرابلس، وفق ما أكد مسؤول حكومي لCNN الخميس. وبعد الانفجارات التي سمع دويها على نطاق واسع في وسط العاصمة الليبية، شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان، دون أن تتضح على الفور طبيعة الموقع الذي استهدفه القصف. وقامت السلطات الليبية باصطحاب عدد من الصحفيين إلى موقع القصف، حيث كان الدخان ما زال يتصاعد من المكان، كما أطلعتهم على جثتي قتيلين في إحدى المستشفيات القريبة، قالت إنهما سقطا نتيجة الانفجارات، فيما قال أطباء إن مزيداً من الضحايا في طريقهم إلى المستشفى. وذكرت المصادر الحكومية أن القصف أسفر أيضاً عن سقوط ما يزيد على 27 جريحاً، تم نقلهم إلى المستشفى، حيث كان يعاني معظمهم من أعراض اختناق نتيجة استنشاقهم الدخان. وكانت الحكومة الليبية قد ذكرت أن غارة سابقة شنتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي "الناتو" على نفس المنطقة، في 30 أبريل/ نيسان الماضي، أدت إلى مقتل سيف العرب القذافي، نجل الزعيم الليبي، إضافة إلى ثلاثة من أحفاده.