تجددت المعارك في مدينة "مصراتة" الساحلية بين القوات الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، ومقاتلي المعارضة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، وسط أنباء عن قتال عنيف في عدد من المناطق الغربية، قرب الحدود مع تونس. وقالت مصادر طبية في مصراتة إن كتائب القذافي حاولت دخول المدينة مجدداً الجمعة، وسط قصف عنيف بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، التي تتمركز في عدة مواقع جنوب غربي المدينة، مما أسفر عن سقوط تسعة قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 30 آخرين. جاءت معارك الجمعة بعد يوم من قصف مماثل من جانب كتائب القذافي على مدينة مصراتة، أدى إلى سقوط ما يزيد على عشرة قتلى، بينهم امرأتان وطفلة في الثالثة عشرة من عمرها، وفق ما أكد متحدث باسم الثوار، في وقت سابق الخميس. وأضاف المتحدث أن كتائب القذافي قامت بتفكيك راجمات الصواريخ لتجنب استهدافها من طائرات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ثم قامت بتجميعها مرة أخرى في مواقع على مشارف مصراتة، قبل أن تستخدمها في قصف السكان المدنيين بالمدينة. وتابع المتحدث باسم الثوار قائلاً: "لقد أبلغنا في السابق بأن قوات القذافي تقوم بتحميل قوارب بالأسلحة في طرابلس، وربما تتجه إلى مصراتة." وتعرضت مصراتة، ثالث كبرى المدن الليبية، لحصار شديد من قبل قوات القذافي على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع، قبل أن تعلن الحكومة الليبية، في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، عن عزمها سحب قواتها من المدينة، وهو ما عادت ونفته مجدداً، وذكرت أنها قررت فقط تعليق عملياتها في المدينة. من جانب آخر، أكد القيادي في المعارضة الليبية، عمر الجرنازي، لCNN في وقت مبكر الجمعة، أن الثوار "تمكنوا من استعادة السيطرة الكاملة" على منطقة "وازن" الحدودية، بعدما أجبروا نحو 15 عنصراً من قوات القذافي على الفرار داخل الأراضي التونسية. وكانت قوات القذافي قد سيطرت على المعبر الحدودي "الذهيبة/وازن" الخميس، بعدما طردت الثوار، الذين سيطروا عليها خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد قصف عنيف براجمات الصواريخ والدبابات، دون وقوع إصابات بين الثوار، الذين انسحبوا إلى الأراضي التونسية. وفي سياق منفصل، أعلنت الحكومة الليبية تعطل خطوط الاتصالات بين العاصمة طرابلس وكل من "سرت" و"رأس لانوف" و"البريقة"، إثر قصف نفذته سفن التحالف الحربية، ليل الاثنين، تزامناً مع قصف جوي لمقاتلات "الناتو" استهدف ضواحي العاصمة. ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله إن القصف الجوي أوقع ضحايا، دون أن يحدد عدد هؤلاء الضحايا.