أعلنت بريطانيا الثلاثاء أنها سترسل فريقاً عسكرياً إلى ليبيا، للمساعدة في أعمال الإغاثة الإنسانية بالمناطق التي تشهد معارك بين قوات العقيد معمر القذافي، والثوار المناوئين لنظامه، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن استعداده لإرسال قوات برية إلى ليبيا، إذا ما طلبت الأممالمتحدة ذلك. يأتي الكشف عن خطط الغرب لزيادة تدخله العسكري في ليبيا، وسط تقارير أفادت بأن كتائب القذافي جددت قصفها لمدينة "مصراتة"، أحد معاقل الثوار والتي تتعرض لحصار شامل منذ عدة أسابيع، بقذائف المدفعية الثقيلة، حيث يصف ناجون من المدينة أن "مصراتة تدفع كل يوم أكبر ثمن للحرب الدائرة في ليبيا. وقال أحد سكان المدينة المحاصرة، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: "الوضع خطير جداً، القصف يتزايد كل يوم"، وتابع قائلاً: "إنهم يستخدمون العديد من أنواع الأسلحة، والناس يتساءلون: لماذا لم يقدم حلف شمال الأطلسي على فعل أي شيء؟" ولم تتضح على الفور حصيلة القتلى الذين سقطوا في مواجهات الثلاثاء، إلا أن التقديرات تشير إلى أن ما يزيد على 24 شخصاً لقوا حتفهم في مصراتة هذا الأسبوع، بحسب ما أكد متحدث باسم المعارضة لCNN الاثنين، وأشار إلى سقوط أكثر من 113 جريحاً خلال نفس الفترة. وبحسب تقديرات جماعات المعارضة في ليبيا، فإن المعارك التي اندلعت بين قوات القذافي والثوار المناوئين لنظامه منتصف فبراير/ شباط الماضي، قد أسفرت عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل، ما يزيد على 55 ألف جريح. ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية في ليبيا، فقد أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده للتدخل عسكرياً للمساعدة في عمليات الإغاثة، إلا أنه اشترط أن يكون هذا التدخل بموجب طلب من الأممالمتحدة. وتعرض حلف شمال الأطلسي "الناتو" لانتقادات من قبل المعارضة الليبية، بالإشارة إلى أن الحلف تقاعس عن أداء دوره في حماية المدنيين في "مصراتة" و"أجدابيا." وقال الناطق باسم المعارضة، شمس الدين عبد المولى، لCNN، في وقت سابق، إن قوات القذافي تقصف أجدابيا من مناطق تبعد عنها أكثر من 40 كيلومتراً، وأضاف ساخراً: "يبدو أن من يقصفوننا لا يعانون من ظروف جوية سيئة"، في إشارة إلى اعتذار الناتو عن تكثيف تدخل طائراته في المنطقة بحجة حالة الطقس. وأضاف عبد المولى، أن قوات القذافي تستخدم صواريخ "غراد" وقذائف "هاون"، وقال: "يظهر أن قوات حلف شمال الأطلسي تريد اللجوء إلى أي عذر كي لا تقوم بواجبها"، ولم تتمكن CNN من الحصول على رد من الحلف حول هذه الانتقادات. وفي وقت سابق الثلاثاء، سعى مسؤولون أمريكيون للدفاع عن دور الولاياتالمتحدة في قيادة حملة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ضد ليبيا، على خلفية اتهامات وجهت لواشنطن بالتقاعس عن دعم التحالف"المتعثر"، الذي يواجه بدوره انتقادات من قبل المعارضة الليبية. وقلل المتحدث باسم البيت الأبيض، غاي كارني، من شأن تقارير تفيد بأن حلف الناتو يعاني من أزمة ذخيرة، بالإشارة إلى "زيادة كبيرة" في طلعات الطائرات المقاتلة للحلف يومي الأحد والاثنين، وبكونها تمثل تأكيداً على قدرته للاضطلاع بمهمته المتمثلة في تأمين منطقة حظر للطيران في ليبيا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1973. وحول الموقف الأمريكي المتعلق بتحجيم دورها والانسحاب من قيادة عمليات الحلف الجوية، جزم كارني بالثبات عند هذا التوجه، قائلاً: "ليس لدينا خطط لتغيير موقفنا." وبدوره، قال مساعد وزيرة الخارجية، فيليب غوردون، إن على قيادات الأطلسي الطلب من بلاده للحصول على مساعدات لا يمكن أن توفرها سوى الولاياتالمتحدة، وستنظر حينها واشنطن في تلك الطلبات.