أعلنت كل من فرنسا وإيطاليا الأربعاء، عن اعتزامهما إيفاد قوات لتقديم استشارات عسكرية إلى ثوار المعارضة الليبية، التي تقاتل ضد كتائب الزعيم الليبي، معمر القذافي، منذ أكثر من شهرين. يأتي هذا التحرك من جانب الدولتين الأوروبيتين الأربعاء، بعد ساعات على خطوة مماثلة أعلنت عنها بريطانيا في وقت سابق الثلاثاء، بإرسال بعثة عسكرية للمساعدة في أعمال الإغاثة الإنسانية في ليبيا. وبعد قليل من إعلان قصر الإليزيه عن عقد اجتماع بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وزعيم المعارضة الليبية، مصطفى عبد الجليل، رئيس "المجلس الوطني الانتقالي"، قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية، فرانسوا باروان، إن فرنسا بصدد إرسال "مجموعة صغيرة" من الجنود، دون تحديد العدد. والثلاثاء، أعلنت بريطانيا أنها سترسل فريقاً عسكرياً إلى ليبيا، للمساعدة في أعمال الإغاثة الإنسانية بالمناطق التي تشهد معارك كتائب القذافي و"الثوار" المناوئين لنظامه، تزامناً مع إبداء الاتحاد الأوروبي استعداده لإرسال قوات برية أيضاً، إذا ما طلبت الأممالمتحدة ذلك. وجدد الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي، شمس الدين عبد المولى، رفض المعارضة لأي تدخل عسكري أجنبي، وقال: "لا نريد تواجد قوات عسكرية أجنبية أو مقاتلين أجانب إلى جانب الثوار." ولكنه أكد عدم ممانعة المجلس إرسال بعثات إنسانية، وقال: "يجب القيام بشيء ما لوقف حمام الدم ضد شعبنا." من جانبه، أشار الناشط الليبي، محمد إبراهيم، إلى عدم تلقي بعض المدنيين للمساعدات نظراً لخشية المنظمات الإغاثية الدخول لمناطق مثل "مصراته" التي تستهدفها كتائب القذافي بالقصف يومياً. وقال متحدث آخر باسم المعارضة، طلب تعريفه باسم محمد، لدواع أمنية، إن 27 شخصاً على الأقل، قتلوا وأصيب نحو 142 آخرين في المدينة هذا الأسبوع. وأضاف أن المدينة ترزح تحت حصار خانق وتعاني من انقطاع المياه والكهرباء وخطوط الاتصالات، ونوه إلى أن "القصف تركز الآن على المناطق السكنية، بعد تحوله عن المنطقة الصناعية." وذكرت منظمة "اليونيسيف" التابعة للأمم المتحدة، إن أكثر من 20 طفلاً قتلوا بجانب "أعداد لا حصر لها" من المصابين في "مصراتة" وحدها. وتعمل المنظمات الإغاثية على إخراج المحاصرين في "مصراتة" التي تطوقها كتائب القذافي من ثلاث جهات، وتقصف يومياً منفذ الهروب المتبقي من جهة البحر. وعلى صعيد الحملة الجوية للتحالف، نفذت طائرات "الناتو" 143 طلعة جوية الاثنين، أكملت فيها 53 ضربة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الطلعات الجوية، ومنذ بدء غارات الحلف الأطلسي ضد ليبيا في 31 مارس/ آذار الماضي، إلى 2877 طلعة، نفذت فيها 1199 ضربة جوية. ودمر قصف التحالف تسعة مخازن للذخيرة ومقر فرقة عسكرية قرب طرابلس، وستة صواريخ أرض-جو، وثلاثة مواقع دفاعات جوية، فضلاً عن منصة إطلاق صواريخ متحركة بالقرب من "مصراتة. ووجهت المعارضة الليبية انتقادات لاذعة للحلف الأطلسي، لما وصفته بالتباطؤ في حماية المدنيين من الهجمات، وهو ما عزاه الناتو إلى جملة من العوامل، منها تخفي كتائب القذافي وسط المناطق السكنية المأهولة.