أعلن نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، في مؤتمر صحفي بالعاصمة طرابلس مساء الثلاثاء، عن تعيين عبد العاطي العبيدي، وزيراً للخارجية، خلفاً للوزير السابق "المنشق"، موسى كوسا، الذي أعلن استقالته من منصبه، وغادر إلى العاصمة البريطانية لندن، مطلع الشهر الجاري. وبدأ العبيدي مهمة خارجية مؤخراً، تشمل عدداً من الدول الأوروبية، باعتباره مبعوثاً من الزعيم الليبي معمر القذافي، قالت مصادر شبه رسمية في طرابلس، إن الجولة تهدف إلى اختبار مدى تقبل الحكومات الغربية لطرح سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي، لخلافة والده، في إطار مقترح لإيجاد حل للأزمة الليبية. واستبق العبيدي قرار تعيينه وزيراً للخارجية في نظام العقيد القذافي، بإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أرودوغان، في العاصمة التركية أنقرة الاثنين الماضي، بعد يوم من مباحثات مماثلة مع رئيس الحكومة اليونانية، جورج باباندريو، في أثينا الأحد. وفيما ذكر وزير الخارجية اليوناني، ديمتريس دروتسيس، أن زيارة المبعوث الليبي لليونان جاءت في إطار حددته أثينا مسبقاً، وهو يتركز على لعب دور في بذل جهود لمواصلة العمل على إنجاز حل دبلوماسي وسياسي للوضع في ليبيا، فقد أكد العبيدي، بالمقابل، أنه أوضح بأن الحكومة الليبية "تبحث عن حل." وأكدت الخارجية اليونانية، في بيان لها تعليقاً على زيارة العبيدي لأثينا، أن مبعوث القذافي سمع من المسؤولين اليونانيين "رسائل واضحة" حول الالتزام بالقرارات الدولية، وضرورة وقف إطلاق النار، وإنهاء العنف ضد المدنيين. تأتي جولة المبعوث الليبي وسط تقارير نشرتها عدة صحف أمريكية، أشارت إلى أن اثنين على الأقل من أبناء الزعيم الليبي، هما سيف الإسلام والساعدي، عرضا رحيل والدهما عن السلطة، والانتقال إلى "ديمقراطية دستورية"، على أن يتولى أحدهما قيادة البلاد خلال "مرحلة انتقالية." ونقلت تلك التقارير عن مصدر مقرب من أسرة القذافي، لم تسمه، أنه بموجب المقترح، ينقل القذافي سلطاته إلى نجله الثاني، سيف الإسلام القذافي، البالغ من العمر 38 عاماً، لفترة انتقالية للمساعدة في إجراء إصلاحات سريعة، ومنحه مهلة زمنية لنقلها سلمياً. وشدد المصدر على ضرورة التفاوض من أجل التوصل إلى "حل مقبول" يتيح للقذافي، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود، "خروجاً مشرفاً." وقبل بداية أحداث ليبيا كان يُنظر إلى سيف الإسلام، كقيادي إصلاحي داخل الحكومة الليبية، إلا أنه كان من أكثر المدافعين عن نظام والده، منذ اندلاع "ثورة" 17 فبراير/ شباط الماضي، التي تصدى لها القذافي بكتائب عسكرية في محاولة لإخمادها، ما استدعي تدخل قوات التحالف لحماية المدنيين. وكان سيف الإسلام قد أكد في مطلع "الثورة" أن والده، ليس كالرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، أو المصري السابق، حسني مبارك، اللذين أطاحت بهما ثورات شعبية متتالية، وأكد أن أسرة القذافي ستبقى وتموت في ليبيا. يُذكر أن موقع "ثورة ليبيا" كان قد ذكر نقلاً عن مقربين من القذافي أن الأخير هاجم وشتم وزير الخارجية "المنشق"، موسى كوسا، بكلمات "بذيئة"، وهدده بأنه لن يتركه في حاله، كما أمر أبو زيد عمر دوردة، رئيس جهاز المخابرات الليبية، بالعمل بسرعة على "تصفية" كوسا.