* مبعوث صحيفة «الديلي تيلجراف» البريطانية إلى ليبيا انتدب العقيد معمر القذافي أخيرا أحد المستشارين الموثوق بهم إلى اليونان لإجراء محادثات في إشارة إلى إمكانية استعداد الزعيم الليبي للتنحي. واجتمع عبدالعاطي العبيدي، الذي برز في النظام الليبي وزيرا للخارجية بالوكالة بعد فرار موسى كوسه إلى لندن، مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في أثينا، مساء الأحد. وهو أول مبعوث رفيع المستوى للقذافي منذ أن بدأ التحالف الدولي فرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا. ورفع وجوده من مستوى الآمال في رغبة القذافي في وقف القتال والاعتراف بالمطالبات الدولية بتنحيه عن الحكم. «السلطات الليبية تبحث على ما يبدو عن حل، وأن هناك حاجة إلى جهود جادة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة»، حسب وزير الخارجية اليوناني ديميتريس دراوتساس. وأضاف الوزير اليوناني أن عبيدي أبلغ باباندريو أنه سيذهب إلى مالطا ومنها إلى تركيا، في إطار تلك الجهود. والغريب أن العبيدي سافر إلى تونس مع كوسه، لكنه لم يصل إلى حد الفرار، وتردد في الانشقاق مع الوزير السابق. ويقال إن هناك إدراكا متزايدا داخل نظام القذافي أن العزلة الدولية ستلحق خسائر مدمرة على طرابلس. ويبدو أن العبيدي، صاحب الوزن الثقيل في مجموعة المستشارين التي تقلصت حول العقيد، يدعم كتلة من الإصلاحات والتحول إلى نوع جديد من القيادة، وحتى زعيم جديد. وأشارت تقارير إلى أن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الإصلاحي، يقترح حلا وسطا لإنهاء الطريق المسدود، وأنه سيقود الفترة الانتقالية، التي من شأنها أن تؤدي إلى والده بالتخلي عن السلطة والتحول إلى ديمقراطية دستورية. كما أن بعض المسؤولين الليبيين يعترفون، وإن من دون الإعلان عن ذلك، بوجود إمكانية إقصاء القذافي ونفيه داخليا في واحة بالصحراء. وأوضح العبيدي أنه كان يعمل من أجل حل مشترك بين النظام والموقف الدولي، وأن بقاء العقيد القذافي غير متوافق مع إعادة تأهيل ليبيا. «نحن نحاول التحدث مع البريطانيين والفرنسيين والأمريكيين لوقف قتل الناس. وينبغي أن نركز على الديمقراطية والدستور، والذي نقوم به».