رصد فريق تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية مستويات إشعاع تزيد بنحو 1600 مرة عن المستويات الطبيعية، في إحدى المناطق القريبة من محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية في اليابان، والتي لحقت بها أضرار بالغة نتيجة الزلزال المدمر، الذي ضرب الدولة الآسيوية في 11 مارس/ آذار الجاري، وتسبب بحدوث أمواج "تسونامي" عاتية. وقالت الوكالة الدولية، في بيان نقلته الإذاعة اليابانية NHK في وقت مبكر من صباح الأربعاء، بحسب توقيت طوكيو، إن فريقاً من خبرائها قام بقياس مستويات الإشعاع في الهواء والتربة في 11 موقعاً بمحافظة "فوكوشيما"، التي تُعد إحدى أكثر المناطق المتضررة بالزلزال، الذي بلغت شدته تسع درجات على مقياس ريختر. وأشار البيان إلى أن بيانات الرصد أظهرت ارتفاع مستويات الإشعاع في بلدة "نامييه"، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من المحطة النووية رقم واحد، إلى حوالي 161 ميكروسيفيريت لكل ساعة، في حوالي الساعة 14:55 بعد ظهر الأحد الماضي. وتُعد هذه القياسات أعلى بنحو 1600 مرة عن المستويات القياسية للوكالة، والتي تبلغ 0.1 ميكروسيفيرت لكل ساعة الموجودة في الطبيعة، وذكرت أن بلدة "نامييه" تقع على حدود المنطقة التي أمرت السلطات اليابانية بإخلائها حول محطة فوكوشيما للطاقة النووية، والتي يمتد محيطها لعشرين كيلومتراً. إلى ذلك، أفادت الإذاعة اليابانية بأنه تم رصد مستويات أعلى من العادية من المواد المشعة في مياه البحر، حتى مسافة 16 كيلومتراً من ذات المحطة النووية، وقالت شركة "طوكيو للطاقة الكهربائية" TEPCO، التي تتولى تشغيل المحطة، إن هذه البيانات تم رصدها بعد ظهر الثلاثاء. وأخذت شركة TEPCO عينات مياه البحر من على بعد 330 متراً جنوبي نقطة تصريف مياه المحطة في الساعة الثانية والنصف بعد ظهر الاثنين، وتبين أن العينات تحتوي على عنصر "اليود 131"، عند مستويات أعلى بنحو 126.7 مرة من مستوى التركيز المسموح به. كما تبين من تحليل تلك العينات، أن عنصر "السيزيوم 134"، كان أعلى بحوالي 24.8 مرة، بينما كان عنصر "السيزيوم 137"، أعلى ب16.5 مرة من المستويات المسموح بها. وأشارت الإذاعة اليابانية إلى أن الحكومة كانت قد حددت واحد ملليسيفرت في الساعة من الإشعاعات ك"جرعة قياسية"، يمكن التعرض لها على مدى سنة، ولا تشكل خطراً على الصحة، وقالت إن هذه الكمية تعادل ما يتعرض له الشخص العادي، جراء شرب المياه يومياً من صنبور المياه لمدة عام.