اقرأ كل شيء، لكن لا تصدّق كل شيء، فالعالم تافه جدًا ومليء بالكذب. واستمع لكل شيء، لكن لا تثق بكل ما يُقال، فالألسنة ماكرة، والحقائق تُشوَّه. وانظر إلى كل شيء، لكن لا تنخدع بالمظاهر، فالبريق أحيانًا يخفي العتمة. وفكّر في كل شيء، لكن لا تسلّم بكل ما يخطر ببالك، فالعقل قد يضلل صاحبه أحيانًا. وجرّب كل شيء، لكن لا تتمسك بكل تجربة، فبعض الطرق نهايتها وهم. وعش كل لحظة، لكن لا ترهن حياتك للأيام، فالزمن لا ينتظر أحدًا. وأحبب بصدق، لكن لا تمنح قلبك لمن لا يقدّره، فليس كل من يبتسم وفيًا. واحلم قدر ما تشاء، لكن لا تعش أسير الأوهام، فالأحلام بلا سعي تظل سرابًا. وقاوم كل ضعف، لكن لا تتصنع القوة، فالهشاشة أحيانًا هي ما يجعلنا بشرًا. وابتسم لكل شيء، لكن لا تجعل الابتسامة قناعًا، فبعض الحزن يحتاج أن يُرى. وانطلق نحو الحياة، لكن لا تركض بلا هدى، فليست كل الطرق تؤدي إلى الوجهة التي تريدها. وتعلّم من كل شيء، لكن لا تجعل المعرفة غرورًا، فالحكمة في التواضع لا في الامتلاء. سقراط الذي علّم العالم فن الحوار، حُكم عليه بالإعدام بتجرّع السم! وكريستوفر كولومبوس الذي اكتشف أمريكا، مات وهو يعتقد أنه وصل إلى الهند! وفنسنت فان جوخ الذي بيعت لوحاته بملايين، لم يبع سوى لوحة واحدة في حياته! والمهاتما غاندي الذي قاد ثورة اللاعنف، مات برصاصة أحد أبناء بلده! وأحلام مستغانمي التي هاجمت الرجل في كتاباتها، تزوجت أكثر من مرة! ومحمود درويش الذي هاجم الاحتلال الإسرائيلي في شعره، كانت إحدى حبيبته في شبابه يهودية إسرائيلية! والمتنبي الذي قال عن نفسه "السيفُ والبيداءُ تعرفني"، قُتل وهو يحاول الفرار من قاتله بعد أن واجهه! وهنا أقول: الحياة سخرية، والأقدار تستمتع بكتابة النهايات ! بقلم/ حصة الزهراني ماجستير في العلاقات العامة والاتصال المؤسسي - وزارة التعليم