في مثل هذا اليوم من عام 1948 تم اغتيال الزعيم الهندي المهاتما غاندي على يد متطرف هندوسي، وخلفه جواهر لال نهرو، وهب الزعيم الهندي المهاتما غاندي حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية أو اللاعنف واستمر على مدى أكثر من خمسين عاماً يبشر بها. وفي سنوات حياته الأخيرة زاد اهتمامه بالدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة وتألم لانفصال باكستان وحزن لأعمال العنف التي شهدتها كشمير ودعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين مما أثار حفيظة بعض متعصبيهم فأطلق أحدهم رصاصات قاتلة عليه أودت بحياته. قرر غاندي في عام 1934 الاستقالة من حزب المؤتمر والتفرغ للمشكلات الاقتصادية التي كان يعاني منها الريف الهندي. وفي عام 1937 شجع الحزب على المشاركة في الانتخابات معتبراً أن دستور عام 1935 يشكل ضمانة كافية وحداً أدنى من المصداقية والحياد. بانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس. وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل. تعلّم غاندي روح التضحية الذاتية من والدته بوتليبا التي وصفها بأنها (قديسة ذات تديّن عميق) وكانت أمه نباتية، وغالباً ما تلتزم بالصوم، وإلى جانب صرامة غاندي وقدرته على كبح جماح نفسه.و كان هناك ولع شديد بالعدل وحب حقيقي للحياة، والحقيقة هي انه لم يكن خائفاً من الموت، بل انه كان يرى في تضحيته بحياته حلاً ممكناً للاضطرابات المحيطة به وتلك التي بداخله. لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في الثلاثين من عام 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعاً عن عمر يناهز 79 عاماً. وعند ضريحه الذي يطلق عليه (غاندي سمادي) في منطقة راجغات بالعاصمة نيودلهي لا يزال الشعب الهندي يحتفل بوفاته سنوياً، في حين تشن منظمة (أر أس أس) الهندوسية المتطرفة اليوم هجوماً عنيفاً على المهاتما غاندي وقالت انه ارتكب أخطاء كبيرة ما زالت الهند تدفع ثمنها وترى أن غاندي تسبب في انفصال باكستان عن الهند. وترى المنظمة انه ارتكب خطأين أولهما تأييده لنظام الخلافة الإسلامي والآخر موافقته على أن يصبح جواهر لال نهرو أول رئيس لوزراء الهند مضيفاً أن نتيجة تلك الأخطاء هي انفصال باكستان عن الهند.