تتميز المملكة العربية السعودية في مواقفها من القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية بالثبات والتوازن من حيث الوقف على مسافة واحدة بين الأطراف وهاي هي تقف موقفا أصيلا وثابتا في سوريا منذ سقوط النظام البائد الذي دمر البلاد وهجر العباد وسخر إمكانات سوريا لمصالحة الشخصية. فمنذ اليوم الأول لسقوط الطاغية كانت قيادة المملكة بموقفها الرسمي المتوازن منحازا إلى جانب الشعب السوري مؤكدة على ثقتها بقدرة هذا الشعب العربي الأصيل على تقرير مصيره بعيدا عن الإملاءات والرغبات الفردية . وقد لاحظنا ولمسنا مستوى الدعم المنقطع النظير من خلال مؤتمر الرياض قبل أيام الذي استهدف تعزيز وحشد الجهود من أجل دعم سوريا وشعبها مؤكدة على وحدة الصف وتمكين سوريا في بقائها موحدة غير مقسمة حيث إن الزيارة الأولى والثانية لوزير الخارجية السوري في الإدارة الجديدة كانت للمملكة العربية السعودية وهذا يشير إلى الدور الريادي والمحوري الذي تلعبه المملكة في هذا الشأن غير مدفوعة بمصالحها الشخصية بل منطلقة من دورها الريادي وعلاقتها مع الشعوب. كما انطلق جسر الإغاثة والمساعدات الإنسانية عبر مركز الملك سلمان الذي أكد أن الدعم لا محدود حتى تستعيد سوريا مكانتها بين دول المنطقة وتصل إلى الحد المثالي في إعادة الإعمار . الحقيقة إن الدبلوماسية السعودية في قضايا الشرق الأوسط تثبت يوما بعد يوم طموحات قيادتنا في تكوين شرق أوسط عظيم يضاهي الاتحاد الأوروبي . لن أنسى أن أبارك لسوريا وشعبها بمناسبة تحرره من الطاغية وأتمنى أن تنهض بسرعة لتستعيد مكانتها في الشرق الأوسط بين أشقائها العرب وان يتمكن شعب سوريا من تضميد جراحة الغائرة على مدى ١٤ عشر عاما وان نرى ٣٠ مليون سوري يعيشون في أمن وسلام واطمئنان بعيدا عن البراميل والبارود وهدير الطائرات التي كانت تحمل بأطنان القنابل والمتفجرات . د. محمد مسعود القحطاني الكاتب والمحلل السياسي