لا تهزمها الأهواء ولا تلعب بها .. لاتقودها مشاعرها لمنطقة إلابعودة..صامدة لايُخْضعها خوف ولايهدمها الإرتعاد.. هي من قاومت السنوات العجاف، لترى بعدها مايسر ناظريها.. لترى بذرةً كانت هي سبب في وجودها، تُرفع لها القبعة وتُقدم لها التحايا، هي الأساس ومصدر الأمان..هي الأم التي قاومت من أجل صغارها، فمع دعوات الإستحقاق وكثرة أنت تستحقين والخ من دعوات في كثير من الأحيان تكون مغالطة للحقيقة فكل روح خلقت لما يُراد منها، لها دورها في الحياة. لم يعد الطلاق من المحرمات الإجتماعية، كما كان في السابق بل اصبح خياراً متاحاً ومقبولاً، فقد بلغ عدد حالات الطلاق في المملكة العربية السعودية لعام ٢٠٢٣م ثلاثمائة وخمسون الف حالة، بمعدل ١٦٨ حالة طلاق بشكل يومي و٧ حالات طلاق في كل ساعة واكثر من حالة واحدة كل عشر دقائق، وذلك وفقاً لهيئة الإحصاء. ولنستبعد من ذلك حالات يكون التعايش فيها بين الطرفين مستحيلاً واتحدث هنا عن التغييرات الإجتماعية والثقافية التي جدت على مجتمعنا والإستمرار في طريقة الزواج التقليدية فيصدم الرجل وكذلك الفتاة بعدم توافقهما فكرياً وكثيراً من الأسباب التي جدت. ففوضى وسائل التواصل الإجتماعية والتعرض لصور وأفكار مثاليه، عن الزواج قد يرفع سقف التوقعات بشكل غير واقعي، فليس كل مانراه صحيحاً خلف الشاشة، وغير ذلك من برامج تَبث افكار ومعتقدات وصور مزيفة، فمن قال أن الحياة قد تحلو لأحد..! وللأسف انخفاض تأثير الأسرة الممتدة في التدخل الإيجابي لحل الخلافات الزوجية اثرَ كثيراً على استقرار ونجاة الكثير من العلاقات الزوجية. كذلك الثقة بين الزوجين وبناء علاقة قائمة على الصراحة والشفافية والإتفاق على حدود واضحة وتخصيص وقت يومي للحوار المباشر بين الزوجين وممارسة الأنشطة المشتركة والتغاضي عن بعض الأمور وتقديم التنازلات ليس عيباً حتى تسير السفينة بسلام، خاصة أن كانت تحمل معها الكثير من المسافرين في هذة الحياة.. واختمها واقول: مهما قسى الدهرُ ومهما جفّ الرفيقُ تبقينَ حبًّا، نورًا، نهرًا يتدفّقُ. بقلم/ حصة الزهراني ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم