يبدي بعض الشباب السعودي استعداده لبدء حياته الزوجية مع نساء مطلقات معللين ذلك بأن المرأة المطلقة قد تكون أكثر خبرة في الحياة، وطلباتها المادية أخف وطأة في ظل غلاء المهور وتكاليف الزواج، وعبر الكثير منهم عن موافقته على الزواج من مطلقة كزوجة أولى يقترن بها شاب لم يسبق له الزواج نهائيا متى تبينت أسباب الطلاق. ولكن هؤلاء الشباب أشاروا إلى أن مواقف الأهل والعادات والتقاليد تقف في كثير من الأحيان حائلا دون الزواج بمطلقة، فلا يمانع ناصر أبا نمي أن يقترن بمطلقة "فمن الممكن أن يكون طلاقها نتيجة لسلبية الرجل" ولكنه أكد معارضة أهله لهذه الفكرة وقال: "أنا متأكد من رفضهم زواجي بمطلقة، فالعادات والتقاليد تكرس افكارا حول المطلقة". ولا يمانع كذلك خالد المنصور من الاقتران بمطلقة فليس "في الدين ما يمنع الزواج بها"، ويرى خالد أن الزواج بمطلقة "قد يضيف للحياة الزوجية الاستقرار من خلال سعي الزوجة لتلافي أسباب فشل الزواج الأول، فالمطلقة تجتهد في زواجها الثاني لتسعد زوجها وتضحي أكثر، ويزيد: متى ما تمتعت بأخلاق رائعة وجمال فما المانع من الاقتران بها". القلب وما يهوى فراس الحماد يرفض بشكل قاطع الزواج بمطلقة في أول زواج له "ولكن في الزيجة الثانية لا بأس"، فيما يرى أحمد بن ناصر الحربي أن نظرة الشباب للمطلقة غالباً ما تكون سلبية وهي ذاتها النظرة العامة للمطلقة في المجتمع الذي يحاصرها دائما بنظرات الشك، ولكن "ربما تكون المطلقة أكثر خبرة في الحياة من خلال تجربتها السابقة". وفي التحقيق الذي نشرته "الوطن" السعودية يشترط عبد الله الشمري قبل الزواج بالمطلقة أن يراجع ظروف طلاقها، وهل كانت هي السبب في الطلاق أم الرجل، خاصة عندما تكون قريبة لعائلته، فقد يكون السبب من الرجل وأخلاقه، ويؤكد على أنه متى رغب في الزواج بمطلقة فلا يستطيع أحد أن يمنعه "القلب وما يهوى وقد يكون الزواج بمطلقة مراعاة لظروفها وظروف أهلها فيتزوجها الإنسان ويحتسب الأجر، حفاظا عليها من الضياع والانحراف". وقد نوه الشيخ نايف بن ناصر القحطاني (مأذون زواج) إلى إقبال الشباب على الزواج بالمطلقات خاصة في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذه النسبة تصل إلى 30 %، ويعود السبب كما يراه القحطاني - إلى أن بعض الشباب ينظر إلى المطلقة على أنها أكثر خبرة في الحياة مما يمنع كثيراً من المشكلات الأسرية. وقال القحطاني إنه كان للرسول صلى الله عليه وسلم تجربة في ذلك بزواجه في بداية حياته من السيدة خديجة رضي الله عنها وأيضا ذكر الله عز وجل "عَسَى رَبُّهُ إِنء طَلَّقَكُنَّ أَنء يُبءدِلَهُ أَزءوَاجًا خَيءرًا مِنءكُنَّ مُسءلِمَاتٍ مُؤءمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبءكَارًا"، فذكر الثيبات وعما يطلقه بعض الناس عن المطلقة من أنها ما تم تطليقها إلا لعيب بها قال القحطاني قد يكون كما قال الله تعالى (وَإِنء يَتَفَرَّقَا يُغءنِ اللَّهُ كُلا مِنء سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا). إحصائيات وأرقام مهما اختلفت الآراء في تحليل الأسباب والدوافع التي تقف وراء ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية والخليجية، إلا أن ثمة اتفاقا على أن الظاهرة آخذة بالازدياد يوما بعد يوم، حيث أوضحت دراسة أعدها أحد المراكز الاجتماعية بالرياض عام 2003 تقول : ان حالات الطلاق في دول الخليج العربية في ارتفاع مستمر، حيث وصلت نسبة الطلاق في قطر 38%، وفي الكويت 35%، وفي البحرين 34%، وفي الإمارات 46% من إجمالي حالات الزواج. وكشفت دراسة اعدها عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر عبد الحميد الأنصاري أن متوسط نسبة الطلاق في دول الخليج يصل إلى نحو 35%، مشيرا إلى أن السعودية تأتي في المرتبة الأولى من حيث معدلات الطلاق والبالغة 45%، تليها الإمارات 40%، ثم الكويت 35%، وتشير إحصاءات أخرى نشرتها إدارة التوثيقات الشرعية بوزارة العدل في الكويت إلى أن نسبة الطلاق بلغت 40% خلال النصف الأول من العام 2003، وذكرت دراسة أجراها أحد الباحثين في جامعة الملك سعود بالرياض أن المحاكم الشرعية بالسعودية تستقبل يوميا 30-35 حالة طلاق يوميا.